القدس - موقع الفادي
٢٦وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ المَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، ٢٧إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُه يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. ٢٨فدَخَلَ إِلَيها فَقال: «إِفرَحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». ٢٩فداخَلَها لِهٰذا الكَلامِ اضطرابٌ شديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هٰذا السَّلام. ٣٠فقالَ لَها المَلاك: «لا تَخافي يا مَريَم، فقَد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. ٣١فَستَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. ٣٢سيَكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلٰهُ عَرشَ أَبيه داود، ٣٣ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» ٣٤فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هٰذا وَلا أَعرِفُ رَجُلًا؟» ٣٥فأَجابَها المَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيَنزِلُ علَيكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، لِذٰلِكَ يَكونُ المَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. ٣٦وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهٰذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. ٣٧فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». ٣٨فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصَرَفَ المَلاكُ مِن عِندِها.
زمن سلام جديد؟ هل انتهت الحرب القديمة؟ ٧٣٤ يوم حرب، ابتداء من ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وحتى يوم الخميس ٩/١٠/٢٠٢٥ لما وقعوا على اتفاقية سلام. هل نبدأ نعُدُّ أيام السلام؟
"كَثيرونَ يَقولون: مَن يُرينا الخَير؟ أَطلِعْ علَينا نورَ وَجهِك، يا ربّ" (مزمور ٤: ٧). ارحمنا، يا رب. " مَن يُرينا الخَير؟" من يرينا السلام؟ ومن يحفظ حياتنا حياة إنسان خلَقْتَه أنت على صورتك، يا رب؟ ليضئْ وجهك علينا، يا رب، وعلى غزة، وكل أرضك المقدسة، وكل المنطقة. ستنجينا يومًا، يا رب. هلُمَّ أسرع ولا تتأخر. كثُرَت آلامنا، وكثر الموت فينا، ارحمنا، يا رب.
إنجيل اليوم
عيد سيدتنا مريم العذراء البريئة من الخطيئة الأصلية. قدَّسَها الله لتكون مسكنًا لكلمته الأزلي، يسوع المسيح. نقرأ اليوم إنجيل البشارة ونتأمل فيها نورًا أمام الله، رفعها الله فوق البشر.
قال لها الملاك: «افرحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». فداخَلَها لِهٰذا الكَلامِ اضطرابٌ شديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هٰذا السَّلام. فقالَ لَها المَلاك: «لا تَخافي يا مَريَم، فقَد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سيَكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلٰهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هٰذا وَلا أَعرِفُ رَجُلًا؟» فأَجابَها المَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيَنزِلُ علَيكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، لِذٰلِكَ يَكونُ المَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى" (٢٨-٣٥).
مريم ممتلئة نعمة، ممتلئة بالله. مريم، أمُّ الله وأمُّ البشرية، أمِّي، تمسك بيدي وترفعني إليها يقدر ما أتركها ترفعني. ملأها الله بنعمته، وتقدر أن تملأني بالنعمة نفسها. تقدر أن تجعلني قادرًا مثلها لأن أرى الله.
نتأمل في بهاء الله في مريم، المختارة فوق جميع النساء، نتأمل في جمالها المليء بنور الله.
افرحي، يا مريم، يا ممتلئة نعمة. لنفرح معها، لنطهِّرْ أفراحنا في فرحها، ولْنستمِدَّ منها القوة لنحمل آلامنا وصلباننا. الله معنا. ومريم أم الله معنا. قريبة من الله، وقريبة منا. تحرسنا في نور الله، وحبه، وتَهدِينا لنعطِيَ أنفسنا، وكلَّ ما لنا، لله أبينا، ولكل إخوتنا وأخواتنا.
«لا تَخافي يا مَريَم، فقَد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستَحمِلينَ وتَلِدينَ ابنًا فسَمِّيهِ يَسوع. سيَكونُ عَظيمًا وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلٰهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية».
لا تخافي. نحن بحاجة كبرى لنسمع هذا الكلام: لا تخافوا، في زمن الموت الذي نعيشه، في أرض مريم نفسها. لا تخافي. ولما صارت أم الله هي تقول لنا اليوم: لا تخافوا. تقول لنا ذلك، وهي قادرة أن تحمينا، هي التي حملت في أحشائها الكلمة الأزلي، فصارت أم الله، هي قادرة أن تطمئِنَنا: لا تخافوا.
لنكن حقًّا بلا خوف. في أرض طفح فيها الموت، والويلات التي تخيفنا، لنسمع دائمًا كلمة الملاك لمريم، ثم كلمة مريم لنا، ثم وعد يسوع لنا: لا تخافوا، لا تخف أيها القطيع الصغير. لله لا شيء مستحيل.
"ما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ» (٣٧-٣٨).
لننظر إلى مريم العذراء، نحن الذين نعيش في أرضها، في وسط آلام كثيرة، والموتُ قريبٌ منا، لننظر إليها هي القديرة ولْنَكِلْ أنفسنا إليها، وكما قبلَتْ هي مشيئة الله، نقبلُها نحن أيضا، ونبقى في الوقت نفسه نرجو صلاحه ورحمته وحبَّه.
يا مريم البتول، في عيدك نسبحك ونشكر الله الذي رفعك إليه. يا مريم البتول، يا أُمَّ الله وأمَّنا، ارفعينا إليك، ولا تسمحي بأن يَغلِبَنا شرُّ الناس. أعطينا القوة حتى نقاوم الشر الذي نحن فيه. آمين.
عن "نبض الحياة"

No comments:
Post a Comment