آية اليوم


Monday, November 3, 2025

اللجنة الرئاسية العليا: محاولات إسكات الصوت الكنسي الفلسطيني لن يُسكت صوت الحق

 


رام الله - موقع الفادي

في أعقاب ردود الفعل المنحازة التي صدرت عن الوفد البرلماني الألماني، تجاه ما عبّر عنه سيادة المطران سني إبراهيم عازر، أسقف الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، في عظته، والتي أشار فيها إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة.
تعتبر اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين أنها تعكس شهادة حقّ وشجاعة تعبّر عن صوت الكنيسة في وجه الظلم، وعن التزامها التاريخي بالدفاع عن الإنسان وكرامته في الأرض المقدسة، مستندةً في ذلك إلى تقارير أممية ومرجعيات قانونية دولية، تعبّر عن واقع المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

إنّ ما أشار إليه سيادته، يستند إلى ما وثّقته محكمة العدل الدولية في نظرها بدعوى الإبادة الجماعية، والمحكمة الجنائية الدولية في متابعتها للتحقيق في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، فضلا عن التقارير الحقوقية الصادرة عن الأمم المتحدة، ومؤسسات دولية مثل منظمة العفو الدولية (أمنستي)، وهيومن رايتس ووتش، إضافة إلى مؤسسات إسرائيلية، والتي أكدت جميعها ارتكاب إسرائيل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم ضدّ الإنسانية.

كما أن ردود الفعل الصادرة عن الوفد البرلماني الألماني لا تغيّر من حقيقة الواقع، بل تكشف عن ازدواجية في المعايير، حين يُدان من يصف الواقع الموثّق كما هو، ويُغضّ الطرف عن معاناة الفلسطينيين تحت الحصار والدمار. فالموقف الكنسي الفلسطيني هو موقف حقّ وضمير، لا يخضع لحسابات السياسة بل لإملاءات الإيمان والإنسانية.

تتابع اللجنة الرئاسية بقلق تلك الردود التي تستهدف القيادات الكنسية الفلسطينية، لمجرد تعبيرها عن مواقف أخلاقية وإنسانية تجاه ما يجري في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، فمحاولات إسكات الصوت الكنسي الفلسطيني هي محاولة لإسكات الضمير الذي لا يزال يذكّر العالم بمسؤوليته تجاه المظلومين. حيث أن كلمات المطران لم تكن اتهاماً سياسياً أو خطاباً تحريضياً، بل نداءً إنسانياً نابعاً من ضمير إيماني حيّ، ورسالة رعويّة، يعبّر عن الألم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، ويمثّل صوت الكنيسة التي لا يمكنها أن تصمت أمام الظلم وسفك الدماء، التزاما برسالتها الروحية والأخلاقية في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة.

تدعو اللجنة الكنائس المحلية والعالمية إلى الوقوف إلى جانب الكنيسة الفلسطينية في وجه حملات التشويه والتحريض، والتأكيد على حقّها في التعبير عن مواقفها الإيمانية والأخلاقية بحرية، استناداً إلى الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot