القدس - موقع الفادي
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في تصريح صحفي وصل موقع "الفادي" نسخة منه هنالك قول مأثور صدر عن قداسة البابا الراحل فرنسيس عندما كان في الطريق من القدس الى بيت لحم حيث قال: "بأن السلام يحتاج الى جسور وليس الى اسوار تفصل الانسان عن أخيه الانسان" .
وما يحدث اليوم في الأرض الفلسطينية انما هو نقيض هذا القول المأثور الذي اطلقه قداسة البابا فمنذ ذلك الحين ازدادت الاسوار العنصرية والحواجز العسكرية وازدادت الرقع الاستيطانية وسرقة الأراضي ونهب الفلسطينيين ارزاقهم ناهيك عن الاغتيالات والاعتقالات وما تتعرض له مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية.
ان مأساة غزة وكارثتها هي مأساتنا جميعا ولكن وجب أيضا ابراز ما يحدث حاليا في الضفة الغربية حيث تتحول المدن والبلدات والمخيمات الى سجون عندما يتم اغلاق الحواجز العسكرية دون الاخذ بعين الاعتبار ان هنالك من يريدون ان يصلوا الى مدارسهم وجامعاتهم والى اشغالهم واعمالهم وارزاقهم.
اما مسألة الوصول الى القدس والى مناطق ال48 فأصبحت مهمة شبه مستحيلة حيث يحتاج الفلسطيني الى تصريح لكي يصل الى القدس وهذه التصاريح تحتاج الى إجراءات تعجيزية في غاية الصعوبة والتعقيد مما جعل شريحة كبيرة من الفلسطينيين عاطلة عن العمل وتعيش حالة فقر مطقع وحاجة ماسة للمساعدة والدعم.
الضفة الغربية أصبحت اليوم وكأنها سجن كبير والانتقال من مكان الى مكان مسألة في غاية الصعوبة اما المجيء الى القدس فهو فقط لمن يمتلك التصاريح وهذا بحد ذاته امر في غاية الصعوبة والتعقيد.
الى متى سوف تستمر هذه الأوضاع ونحن نتمنى أولا ان تنتهي حرب الإبادة في غزة ونتمنى ان تزول الحواجز العسكرية وان يتمتع الفلسطينيون بحرية الوصول الى القدس والى أماكن عملهم ، فهذه هي من ابسط الحقوق التي يجب ان يتمتع بها أي انسان.
إسرائيل تعاقب الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال محاصرتهم ومنعهم من حرية التنقل ومنعهم أيضا الى الوصول الى أعمالهم ، وكأنها سياسة تنكيل وتجويع كما يحصل في غزة وان كان الذي يحصل في غزة انما هي ابشع صور التنكيل والهمجية والقمع والظلم بحق شعبنا.
فلتتوقف الحرب التي تستهدف أهلنا في غزة وليرفع الحصار عن مدن وبلدات ومخيمات الضفة والفلسطيني يستحق ان يتمتع بحرية الانتقال من مكان الى مكان وخاصة الى عمله من اجل توفير لقمة طعام لاسرته وأولاده.
الفلسطينيون اليوم مظلومون في كافة تفاصيل حياتهم وكأنه محكوم عليهم ان يعيشوا حالة الحصار والتنكيل والفقر والتجويع وعلى العالم ان يلتفت الى شعبنا التفاتة إنسانية صادقة تؤدي أولا الى وقف حرب الإبادة في غزة وثانيا الى وقف الممارسات الظالمة بحق أهلنا في الضفة وثالثا وهو الأهم اتخاذ القرارات والإجراءات الفاعلة الهادفة لحل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق الثابتة لشعبنا والتي لا تسقط بالتقادم.
الفلسطينيون اليوم يعيشون الظلم في كافة تفاصيل حياتهم وهذا ليس قدرا يجب قبوله والاستسلام له والفلسطينيون لا يستسلمون للظلم والاستبداد بل هم ينادون دوما بأن يعيشوا بسلام وان ينعموا بالحرية والكرامة مثل باقي شعوب العالم.
أوقفوا الحرب ، أوقفوا اذلال الفلسطينيين وازيلوا الحواجز العسكرية فالسلام الحقيقي لا يحتاج الى الاسوار والحواجز العسكرية بل يحتاج الى جسور التواصل والمحبة والاخوة .
No comments:
Post a Comment