آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Sunday, June 15, 2025

تأمل في أحد عيد الثالوث الأقدس

 


القدس - موقع الفادي

كتب الاب سيمون حرو:-

في عيد الثالوث الأقدس، تحتفل الكنيسة بسرّ محوري في الإيمان المسيحي: سرّ الله الواحد في ثلاثة أقانيم – الآب والابن والروح القدس. إنه سرّ يفوق الإدراك العقلي البشري، لكنه يدعونا إلى الدخول في علاقة حبّ عميقة مع الله، الذي هو في ذاته شركة محبة.
الثالوث اﻷقدس: سرّ المحبة الكاملة
الله الآب هو الخالق، ينبوع الحياة والوجود، الذي أحبّنا أولاً وأرسل لنا ابنه ليخلّصنا.
الله الابن، يسوع المسيح، هو الكلمة المتجسد، الذي صار إنسانًا ليُرينا وجه الآب، ويقودنا إلى قلبه، ويبذل نفسه على الصليب فداءً عنا.
الله الروح القدس هو المحيي، الذي يسكن فينا، يرشدنا، ويحوّل قلوبنا لنعيش في نور المسيح.
الثالوث ليس مفهوماً فلسفياً بعيداً، بل هو دعوة للدخول في ديناميكية حبّ إلهي، في علاقة شخصية تُغيّر كيان الإنسان وتجدّده بالإيمان من الداخل.
الثالوث الأقدس في حياتنا اليومية؛
عندما نُصلّي، نُصلّي للآب، بالابن، في الروح القدس. الصلاة تصبح دخولًا في حركة حبّ الثالوث.
عندما نعيش المحبة الحقيقية، نبذل الذات، نغفر، نرحم، نكون صورة حيّة للثالوث، لأن “الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه” (1 يو 4: 16).
في الأسرار، نُختبر لمسة الثالوث الأقدس: في المعمودية نُدفن مع المسيح ونقوم معه، ونُختم بالروح القدس لنصير أبناءً للآب.
في الجماعة الكنسية، نعيش الوحدة في التنوع، كما أن الثالوث هو وحدة في تنوّع الأقانيم. كل جماعة مدعوّة أن تكون انعكاسًا لهذه الوحدة الإلهية.
دعوة الثالوث اﻷقدس لنا:
دعوة إلى التأمل: لنتأمل في جمال الله الثالوث، ولنصمت أمام هذا السرّ بتواضع.
دعوة إلى الحياة في المحبة: لنفتح قلوبنا لنحبّ كما يحبّ الله، بلا أنانية أو شروط.
دعوة إلى الوحدة: لنبحث عن السلام والوحدة في بيوتنا، في رعايانا، وفي مجتمعاتنا، لأن الله ليس انقسامًا بل وحدة كاملة.
خاتمة
في عيد الثالوث الأقدس، لنقل معًا: "يا ثالوثًا أقدس، يا سرّ المحبة والوحدة، اسكن في قلوبنا، وحوّلنا لنكون صورة لك، فنحيا لك وبك وفيك، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين."
عيد مبارك للجميع مكلل بالخيرات والبركات.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot