آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Wednesday, June 11, 2025

البابا لاون في تعليمه الأسبوعي: لا توجد صرخة لا يسمعها الله

 


الفاتيكان - موقع الفادي

في المقابلة العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وضمن سلسلة تعاليمه حول موضوع "يسوع المسيح رجاؤنا"، سلّط البابا لاون الرابع عشر، اليوم الأربعاء 11 حزيران 2025، الضوء على "جانب آخر أساسيّ في حياة يسوع، وهو الشّفاءات التي أجراها".

 

وتأمل قداسته في رواية شفاء الرجل الأعمى، بَرطيماوس (مرقس 10، 10-52)، بعدما صرخ إلى يسوع أثناء مروره بمدينة أريحا في طريقة إلى أورشليم. وقال: "كان يسوع متوجِّهًا إلى أورشليم، لكنّه بدأ رحلته، إن صحّ التعبير، من ”جحيم“ أريحا، المدينة التي تقع تحت مستوى سطح البحر. فيسوع، بموتِه، نزل ليُعيد ”آدم“ الذي سقط إلى أسفل، والذي يمثّل كلّ واحد منّا".

 

كما أشار إلى أنّ اسم الرجل الأعمى، بَرطيماوس، يحمل أيضًا دلالة مماثلة، فهذا الاسم يعني ”ابن الشّرف“ أو ”ابن الاحترام“، وهو على عكس الحالة التي كان يعيشها حيث لم يستطع أن يعيش بحسب الكرامة التي دُعي إليها؛ فعلى خلاف الحشد الكبير من النّاس الذين كانوا يسيرون خلف يسوع، فإنّ برطيماوس كان شحّاذًا على جانب الطريق، وبحاجة إلى من يوقفه على قدميه ويساعده لمتابعة الطّريق.

 

لا توجد صرخة لا يسمعها الله

 

وتساءل: ماذا يمكننا أن نفعل عندما نجد أنفسنا في وضع يبدو بلا مخرج؟

 

تابع البابا لاون في تعليمه مُجيبًا أنّ "برطيماوس يعلّمنا أن نلجأ إلى إمكاناتنا التي نحملها بداخلنا والتي هي جزء منّا. كان شحّاذًا، وعرف كيف يطلب، بل استطاع أن يصرخ ويصيح! فإن كنت تُريد شيئًا حقًّا، افعل كلّ ما بوسعك لتحصل عليه، حتّى وإن وبّخك الآخرون، أو أهانوك، أو قالوا لك كف عن الصّراخ. إن كنتَ تريد ذلك حقًّا، استمر في الصّراخ".

 

وأشار إلى أنّ صرخة برطيماوس "رُحْماكَ، يا ابنَ داود، يا يَسوع!"، قد أصبحت "صلاة معروفة جدًّا في التقليد الشرقيّ، ويمكننا نحن أيضًا أن نستخدمها، فنقول: ”أيّها الرّب يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني أنا الخاطئ“". وتأتي المفارقة أنّه ورغم برطيماوس كان أعمى، "إلا أنّه كان يرى أفضل من الآخرين، وكان يعرف من هو يسوع! أمام صراخه، توقّف يسوع وطلب من الجمع أن يدعوه"، مؤكدًا أنّه "لا توجد صرخة لا يسمعها الله، حتّى عندما لا نكون مدركين أنّنا نوجّهها إليه (راجع خروج 2، 23).

خطوة أساسيّة في كل مسيرة شفاء

 

مع ذلك، أشار البابا إلى أنّ يسوع لم يذهب مباشرة إلى برطيماوس، بل دعاه إليه، وهذا أسلوب يسوع "ليُحيي من جديد حياة برطيماوس: فقد دفعه يسوع ليقوم، ووثق بقدرته على السّير. استطاع هذا الرّجل أن يقف على قدميه، وأن يقوم من حالة الموت التي كان يعيشها. وليقوم بذلك، كان يجب عليه أن يتمّم عملًا رمزيًّا جدًّا: كان يجب أن يُلقي عنهُ رداءَهُ".

 

وأوضح البابا لاون أنّ "الرّداء للشحّاذ هو كلّ شيء: هو الأمان، والبيت، والحماية. حتّى أنّ الشريعة كانت تحمي رداء الشحّاذ وتفرض بردّه إليه عند المساء إن أُخذ رهينة (راجع خروج 22، 25). ومع ذلك، ما يعيقنا أحيانًا هي تلك الضمانات الظاهرة التي نتوسَّلُ بها، ما نرتديه للدّفاع عن أنفسنا، وهي في الواقع تمنعنا من السّير. بالتالي، فلكي يذهب برطيماوس إلى يسوع وينال الشّفاء، كان عليه أن يعرض نفسه له بكلّ هشاشته. هذا هو التحوّل الأساسيّ في كلّ مسيرة شفاء".

استعادة البصر والكرامة

 

وأخيرًا، لفت البابا الانتباه إلى سؤال يسوع: "ماذا تُريدُ أن أصنعَ لك؟".

 

أمّا جواب برطيماوس فكان عميقًا؛ "استخدم الفعل اليوناني ”ἀναβλέψω“ الذي يمكن أن يعني ”أن يبصر“، ويمكننا أيضًا أن نترجمه بـ”أن يرفع نظره“. فبرطيماوس لم يُرِدْ فقط أن يستعيد بصره، بل أن يستعيد كرامته أيضًا! لكي ينظر إلى العُلى، عليه أن يرفع رأسه. أحيانًا يُحاصَر النّاس في أماكنهم لأنّ الحياة أذلّتهم، وكلّ ما يريدونه هو أن يستعيدوا اعتبارهم".

 

وقال "ما خلّص برطيماوس، ويخلّص كلّ واحد منّا، هو الإيمان. فيسوع يشفينا لكي نصير أحرارًا. لم يَدعُ برطيماوس إلى أن يتبعه، بل قال له أن يذهب، وينطلق في مسيرة. ولكن مرقس يختتم القصة بقوله إنّ برطيماوس تبِع يسوع: اختار بحريّة أن يتبع من هو الطريق!".

 

وخلص البابا لاون في تعليمه إلى القول "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لنقدِّم بثقة أمراضنا أمام يسوع، وأيضًا أمراض أحبّائنا، ولنحمل ألَم الذين يشعرون بأنّهم ضائعون تائهون ولا يستطيعون أن يخرجوا من وضع معيّن. لنصرخ أيضًا من أجلهم، ونحن واثقون بأنّ الرّبّ يسوع سيُصغي إلينا وسيتوقّف".

 عن "ابونا"

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot