القدس - موقع الفادي
كتب المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
لقد أُصطلح على تسمية العدوان على شعبنا في غزة (بحرب الإبادة) ولا اعلم اذا ما كان هنالك توصيف اخر أوضح من هذا لكي يشير الى حقيقة ما يحدث حاليا في غزة والتي النار تحرق فيها الأخضر واليابس ، فكل شيء مستهدف ومستباح في غزة بما في ذلك شريحة الأطفال الذين يتم التنكيل بهم وتجويعهم ورمي القذائف عليهم واحراقهم بطريقة همجية وحشية غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث.
اعتقد بان ما يحدث حاليا في غزة يجب ان يحرك كل الضمائر الحية في العالم، وحتى داخل إسرائيل هنالك أصوات تنادي بوقف الحرب وهنالك دعاة سلام ورفض للمظالم المرتكبة بحق شعبنا.
هنالك اتساع في رقعة التضامن مع الشعب الفلسطيني في سائر ارجاء العالم فجامعات عالمية مرموقة تقيم المهرجانات والفعاليات الاحتجاجية المستنكرة لحرب الإبادة ومسيرات ومظاهرات في كافة العواصم والمدن العالمية ، حيث وحدتهم غزة وآلامها ومعاناتها وحركتهم الدماء المسفوكة في القطاع بسبب الهمجية والعدوانية الاحتلالية .
صحيح اننا نرفض ما حدث يوم ال7 من أكتوبر ولكن ما ذنب الشعب الفلسطيني كله لكي يدفع فاتورة خطـأ لم يرتكبه ولماذا يظلم الفلسطينيون وبشكل جماعي ويستهدفون بشكل خاص في غزة وكذلك في الضفة والقدس .
ما حدث يوم ال7 من أكتوبر انما هو نشاط مرفوض جملة وتفصيلا لأننا نرفض استهداف المدنيين ، ناهيك عن علامات الاستفهام الكثيرة التي تحوم حول هذا اليوم المشؤوم ، ولكن لا يجوز لاي دولة في العالم ان تتحدث عما حدث يوم ال7 من أكتوبر وان تتجاهل ما حدث بعدها من اجرام منظم ومن استهداف لشعب في اطار حرب إبادة ممنهجة تستهدف القطاع وكل ما فيه .
نرفض ازدواجية المعايير فمن يريد ان يرفض ما حدث يوم 7 أكتوبر عليه أيضا ان يرفض ما حدث بعدها ولا يجوز تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني ومحنته وما يتعرض له من مظالم مروعة .
ننادي ونطالب بوقف حرب الإبادة فشعبنا الفلسطيني يستحق الحياة ويستحق ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه ولكن ما يحدث اليوم في غزة انما هي جريمة بشعة بحق شعب محاصر وسياسة عقاب جماعي تستهدف الكبار والصغار والرجال والنساء وتستهدف دور العبادة والمستشفيات وكل شيء في القطاع المنكوب والمكلوم .
ان الصحوة التي نشهدها اليوم في عالمنا بسبب الجرائم المرتكبة في غزة نتمنى ان تكون لها نتيجة وان تكون مؤثرة على الحكام في أمريكا وفي أوروبا وفي غيرها من الأماكن .
يجب ان يصل صوت هؤلاء المحتجين على حرب الإبادة الى كل الحكام في هذا العالم لكي يتحركوا من اجل وقف هذه الحرب ووقف هذا النزيف الذي ادمى قلوبنا جميعا .
ما تحتاجه بلادنا هو ليس القهر والقتل والعنف والحروب بل السلام وتحقيق العدالة ونصرة الشعب الفلسطيني ورفع المظالم عنه لكي يعيش بحرية وكرامة وسلام مثل باقي شعوب العالم .
No comments:
Post a Comment