رام الله - موقع الفادي
ستتم الاحتفالات الميلادية هذا العام بالضفة الغربية بعيدًا عن مظاهر البهجة والعيد تعبيرًا عن التضامن مع الأشخاص المتألمين في قطاع غزة. كما تأتي أيضًا نتيجة لغياب السياح والحجاج بعد تفجر أعمال العنف في المنطقة، في السابع من أكتوبر الماضي، الأمر الذي ولد صعوبات اقتصادية كبيرة للعديد من العائلات المسيحية التي تكسب لقمة العيش من السياحة والحج. ومع ذلك، تبقى ولادة المخلص مناسبة للغوص في معنى الفرح الحقيقي والتأمل في تواضع ابن الله في مذود بيت لحم.
وقال كاهن رعيّة البشارة في بلدة عين عريك، قرب رام الله، الأب فراس عبد ربه، لموقع فاتيكان نيوز، أنّ عيد الميلاد هذا العام مختلف جدًا عن السنوات الماضية، موضحًا أنه لم يتم تزيين الكنيسة تعبيرًا عن التضامن مع ضحايا الأحداث الراهنة في المنطقة، كما طالب رؤساء الكنائس.
وأضاف أن الرعيّة ستقوم بتوزيع الهدايا على الأطفال، وستُنظم احتفالاً صغيرًا لهم لأن عيد الميلاد يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للصغار خصوصًا في خضم الأوضاع التي يمرون بها، مؤكدًا أن الكنيسة ستسعى إلى زرع بذور الفرح الحقيقي لعيد الميلاد، الذي يرتكز إلى ميلاد السيد المسيح، وستعيش العيد كعائلة واحدة.
المنظور المسيحي وسط الأوضاع
ولفت إلى أن الأطفال يطرحون الكثير من التساؤلات، ويقولون: لماذا يتقاتل الناس فيما بينهم؟ لماذا يجب أن يموت الصغار؟ ويتساءلون ما إذا كانوا سيلقون المصير نفسه. وهم يعيشون في حالة من الخوف تحملهم على طرح أسئلة وجودية، تتعلق بالموت والظلم ويعبرون عن كل تلك المشاعر بلغة الطفولة.
وقال: إنّ التحدي الكبير الذي يواجهه جميع الكهنة يتعلق بكيفية الحفاظ على المنظور المسيحي وسط الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وبكيفية تقديم "حلول مسيحية"، خصوصًا إزاء تنامي الحقد والتعصب الديني والسياسي لدى الطرفين. وأضاف أنه يشجع دائمًا الأطفال على محبة الجميع، بما في ذلك الأعداء، مع أن محبة العدو لا تعني الموافقة على كل ما يفعله، بل تعني أن نرى صورة الله فيه وأن نساعده على رؤية صورة الله فيه أيضًا، وأن نصلي من أجله على أمل أن ترتد القلوب.
الشبيبة وآفاقهم المستقبلية
وردًا على سؤال بشأن الآفاق المستقبلية التي تجدها الأجيال الشابة أمامها، قال كاهن رعيّة اللاتين في عين عريك الأب فراس عبد ربه إنّ العديد من الشبان الفلسطينيين يفكرون اليوم بالهجرة لأسباب متعددة، بدءًا من غياب الحرية وبسبب الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن كثيرين هم الشبان الذين يقولون إنهم لا يرون أي آفاق للسلام في المستقبل القريب. ويتمنون لأبنائهم ألا يعيشوا الأوضاع نفسها، عندما سيكبرون ويتزوجون. ولذا يفكرون بالهجرة والرحيل. مع ذلك، فهناك العديد من الشبان العازمين على البقاء، فيقولون: نريد أن نبقى لأن هذا هو وطننا، وهذا هو وضعنا وهذه هي ثقافتنا. بالتالي علينا أن نبقى هنا.
عن فاتيكان نيوز
No comments:
Post a Comment