رام الله - موقع الفادي
كتب سند ساحلية
قال بطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إنّ السنوات المقبلة تنذر بمزيد من الغموض والتحدّيات، مشدّدًا على ضرورة عدم نسيان الهوية والانتماء، ومواصلة الاهتمام بالإنسان والأرض، ومؤكدًا أنّ الوحدة تبقى الركيزة الأساسية في مواجهة الواقع القائم. وأضاف: "نحن بحاجة إلى أن نكون موحّدين، وأن ننسّق جهودنا، لا أن نعيش وكأنّ شيئًا لا يحدث من حولنا".
وأكّد أنّ تمسّك المسيحيين في الأرض المقدّسة بالاحتفال بعيد الميلاد، رغم قسوة الواقع، يشكّل فعل إيمان ورجاء، مشدّدًا على أنّ الميلاد يبقى في صلب الحياة المسيحية ومصدرًا أساسيًا للقوّة والصمود في مواجهة التحدّيات المتفاقمة.
جاء ذلك خلال مشاركة الكاردينال بيتسابالا في الاحتفال بعيد رعية كنيسة العائلة المقدّسة في رام الله، حيث شدّد على أنّ الشعب اليوم بحاجة إلى "أن يتنفّس، وأن يرى الحياة، وأن يخلق أجواءً من الفرح والبهجة والرجاء"، معتبرًا أنّ هذه الروح تمنح الناس الطاقة والقوّة اللازمتين لمواجهة المرحلة المقبلة، التي توقّع أن تكون صعبة ومليئة بالتحدّيات، ولا سيّما في الضفّة الغربية.
وأوضح أنّ الحضور الميداني للكنيسة، حتى وإن لم يكن قادرًا على حل جميع الأزمات، يبقى ذا أهمية قصوى، كونه علامة واضحة وشهادة حيّة، ومواجهة مباشرة لواقع صعب قد يتحوّل إلى مجرّد رمزية فارغة إذا لم يُلامس عن قرب. وأضاف أنّ دور القيادة لا يقتصر على الحضور فحسب، بل يشمل التنسيق والعمل المشترك والتمييز في ما يجب فعله في كل مرحلة.
وشدّد الكاردينال على ضرورة عدم الانغلاق داخل البيوت أو الكنائس، بل الحضور الفاعل في الفضاء العام رغم الصعوبات، معتبرًا أنّ هذا الحضور بحد ذاته رسالة واضحة تقول: "نحن هنا، نحن موجودون، ولم نتوقّف عن الحياة".
وفي ختام كلمته، ربط الكاردينال بين الاحتفال بعيد الرعية ومعنى العائلة المقدّسة، معتبرًا أنّ الحفاظ على العائلة قوية ومتّحدة هو أفضل ردّ على الواقع القاسي، وقال: "من دون العائلة لا توجد جماعة، ومن دون الجماعة لا توجد حياة"، داعيًا إلى الصلاة من أجل جميع العائلات كي تبقى متماسكة ومفعمة بالحياة، ومتمنيًا للجميع عيد ميلاد مجيدًا.

No comments:
Post a Comment