القدس - موقع الفادي
كتب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس
هنالك سعي حثيث وتآمر غير مسبوق يستهدف شعبنا الفلسطيني والهدف من كل هذا هو وئد حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة فما حدث في غزة وما يحدث في الضفة انما يندرج في اطار التآمر على شعب مظلوم ذنبه الوحيد انه يريد ان يعيش بحرية وكرامة وسلام في وطنه وفي ارضه المقدسة.
اعتقد بأن العالم يجب ان يصل اليوم الى مرحلة فيها الادراك والوعي اكثر مما كان سابقا ويجب ان يدرك العالم بأسره بأن الفلسطيني يستحق ان يعيش في وطنه وفي ارضه بحرية بعيدا عن آلة التنكيل والتهديد والاستيلاء على الأراضي وكافة الممارسات الظالمة التي تستهدف هذا الشعب .
من يحدثوننا عن السلام ويؤكدون أهمية إحلال السلام في منطقتنا لا يجوز لهم ان يتجاهلوا معاناة شعبنا وآلامه واحزانه والمظالم التي تعرض وما زال يتعرض لها.
ولا يجوز تجاهل حق هذا الشعب والذي لا يسقط بالتقادم وهو حق مشروع بأن يتمتع هذا الشعب بحرية كاملة وانعتاق من الاحتلال لكي يعيش بأمن وامان وسلام في هذه البقعة المباركة من العالم .
ان السلام هو نقيض التوسع والاستيطان وهو نقيض القتل والتجويع والترويع والحصار ولذلك من ينادون بالسلام في هذا العالم يجب ان يعملوا اكثر من اجل وقف معاناة شعبنا وما يتعرض له من ممارسات احتلالية ظالمة .
ان الصمت امام الظلم هو اشتراك مباشر في هذه المظالم ، هذه المظالم التي لا بد ان تكون لها نهاية فلا يمكن لهذه المأساة ان تستمر وان تستديم فكل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية وما يتعرض له الفلسطينيون من ظلم يجب ان تكون له نهاية ونهاية قريبة .
نؤمن بأن هذه الأرض هي ارض السلام ولكن السلام مغيب فيها واليوم ومع الموسم الميلادي المبارك نؤكد مناشدتنا لكافة الدول العالمية بضرورة ان يعملوا من اجل تحقيق السلام الحقيقي في هذه الديار وتحقيق العدالة في هذه الأرض والتي غيبت عنها العدالة ولسنوات طويلة.
ان الشعب الفلسطيني يستحق الحياة ويستحق الحرية ولا يستحق ان يعامل بهذه القساوة والعنجهية الغير المسبوقة في التاريخ البشري الحديث.
نعم للسلام الحقيقي المبني على العدالة واحترام حقوق الانسان ، نعم للسلام الحقيقي الذي يؤدي الى ان تتحقق امنيات وتطلعات وثوابت شعبنا وانهاء كافة المظاهر الاحتلالية الظالمة.
نعم للسلام الذي يُبنى على حقوق الانسان ونصرة الانسان الفلسطيني المظلوم فالسلام لا يُبنى على حطام الشعوب ولا يبنى مع السياسات القمعية والحروب والاستبداد.
نريد سلاما حقيقيا يعيد للإنسان حريته وكرامته وامنه وامانه .

No comments:
Post a Comment