اغيثوا أهلنا في غزة أمام هذا الكم الهائل من المظالم والمآسي

 

القدس - موقع الفادي

كتب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس

ان الكارثة المروعة التي حلت بقطاع غزة لا يمكن ان يستوعبها عقل بشري حيث ان هنالك عائلات قد ابيدت ولم يبقى منها احد على الاطلاق ، ناهيك عن أولئك الذين اصبحوا ايتاما والذين دمرت منازلهم ومشاريعهم واحلامهم وباتوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بالقرب من منازلهم المدمرة والمنكوبة .

كما ان هنالك 6 آلاف حالة بتر أعضاء خلال عامين منهم 25% من الأطفال ، وهذا يعني ان هذه الحرب خلفت شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون الى عناية خاصة واهتمام بأوضاعهم الصحية .

والسؤال الذي يطرح الان من الذي سيقوم بهذه المهام الإنسانية وغزة ما زالت تعاني من القصف ومنع دخول المواد الاغاثية والطبية ، أي ان الأوضاع في غزة تزداد مأساوية وكارثية والجرحى والمصابين وخاصة الذين فقدوا اعضاءهم ينتظرون يوم الفرج ويوما يتمكنون فيه بأن يذهبوا الى مستشفيات والى أماكن خاصة تعتني بهم وتبلسم جراحهم حتى يعودوا الى حياتهم الطبيعية او شبه الطبيعية.

مأساة غزة ليست بحاجة الى شعارات او خطابات بل تحتاج الى أفعال وذلك بالدرجة الأولى من الأقطار العربية الشقيقة حيث انه من واجب العرب وخاصة الدول المقتدرة والغنية ان تحتضن هؤلاء الذين دفعوا ثمنا باهظا بسبب حرب الإبادة وقد فرضت عليهم هذه الحرب وقد أدت الى هذا الكم الهائل من المآسي الكوارث ، وما نطلبه من الاشقاء العرب نطلبه من كل الأصدقاء في هذا العالم.

لا يجوز ان يترك أهلنا في غزة لوحدهم يواجهون مصيرهم الأليم والحزين والمليء بالاوجاع والدموع والالام ، لا تتركوا أهلنا في غزة في الخيم فوق منازلهم المدمرة فيجب اعطاءهم شحنة طاقة إيجابية ورفع معنويات وان كنا نقول بدون مواربة او مبالغة بأن أهلنا في القطاع هم مدرسة في المعنويات وفي الإرادة وفي الطاقة الإيجابية ولكن في المحن يجب ان نقف مع بعضنا البعض ولا يجوز ان يترك أهلنا في غزة فريسة لالة الموت والدمار والخراب والتجويع والتعطيش والتنكيل .

أهلنا في غزة يحتاجون الى إغاثة سريعة والى مساعدات يجب ان تصل بأسرع وقت ممكن من اجل وضع حد لهذه الكارثة ولهذه المأساة اغيثوا أهلنا في غزة وكونوا معهم في هذه الأوقات العصيبة ويجب ان تكون هنالك مبادرات وعمل جدي وحثيث من اجل انتشال الركام وبدء إعادة الاعمار .