آية اليوم


Sunday, October 19, 2025

خاص لموقع الفادي: كنيسة الثالوث الأقدس للروم الأرثوذكس في طوباس… حضور إيماني ثابت ورسالة محبة متجددة

 


طوباس - خاص موقع الفادي

كتبت مريانة فضة

في شمال فلسطين، وتحديدًا في مدينة طوباس الواقعة بين جنين والأغوار، تقف كنيسة الثالوث الأقدس للروم الأرثوذكس كأحد أبرز المعالم المسيحية في المنطقة، وكشاهدة على ثبات الإيمان وعراقة الحضور المسيحي في هذه المدينة المعروفة بطابعها العائلي والعشائري المتماسك.



وفي حديثٍ خاص لموقع الفادي، يقول وسام الصايغ، رئيس لجنة وكلاء الكنيسة:

"تأسست كنيستنا عام 1975 على أرضٍ تبرعت بها عائلة أبو ليل، وتم بناؤها بجهود وتبرعات أهل الخير من أبناء البلدة والمحيط. منذ ذلك الحين، أصبحت الكنيسة مركزًا روحيًا واجتماعيًا يجمع أبناء الرعية في طوباس على المحبة والإيمان."

ويُضيف الصايغ موضحًا:

"قبل بناء الكنيسة، كان أبناء الرعية يقيمون الصلوات في أحد بيوت عائلة أبو ليل، إلى أن تحقّق حلمهم ببناء بيت دائم للربّ. كما توجد مقبرة قريبة من الكنيسة، تبرعت بأرضها عائلة عازر، لتكون مكان لراحة أنفس أبناء الطائفة."



ويتابع الصايغ:

"تتكوّن الكنيسة من بيت الصلاة الرئيسي وقاعة كبيرة ومرافق خدمية. أما القاعة فهي معروفة في طوباس باسم ديوان المسيحية، حيث يجتمع فيها أبناء الرعية والمجتمع المحلي في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والمجتمع."

ويضيف أن الرعية تتألف من حوالي 50 شخصًا موزعين على 13 بيتًا تنتمي إلى أربع عائلات رئيسية: أبو ليل، الصايغ، عازر، والمشني، مشيرًا إلى أن النظام العشائري في طوباس يعزز روح المحبة والتعاون بين الجميع، ويجعل الكنيسة دائمًا منفتحة على أهل المدينة وتشاركهم أفراحهم وأحزانهم.



وحول الخدمة الكهنوتية، يقول الصايغ:

"أول من خدم في الكنيسة هو الأب شاكر من بلدة الزبابدة، وكان يقيم الصلوات والقداديس، أما اليوم فيرعاها الأب طعمة داود، الذي كان يخدم أيضًا ثلاث كنائس في المنطقة. ولهذا، يُقام القداس الإلهي عادة يوم الجمعة لتناسب ظروف جميع أبناء الرعية الذين يتواجدون في البلدة نهاية الأسبوع."

كما أوضح الصايغ أن الكنيسة شهدت على مرّ السنين عدة أعمال ترميم بسيطة للحفاظ على المكان، إلى أن جرى الترميم الأكبر عام 2024، وما زال العمل فيه مستمرًا حتى اليوم، وهو على وشك الانتهاء. وأضاف:

"كل أعمال الترميم تمت بفضل تبرعات أهل الخير ومحبي الكنيسة، ما يعكس روح الانتماء والعطاء عند أبناء الرعية."



ويشير الصايغ إلى أن الكنيسة تحتفظ بكنز أثري ثمين، وهو عمود أثري يعود إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي، قُدّم كهدية من كنيسة بئر يعقوب في نابلس، تقديرًا للعلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين الرعايا.

وفي حديثه عن الخطط المستقبلية، أوضح الصايغ لموقع الفادي أن لجنة الكنيسة تسعى إلى تعزيز حضور أبناء الرعية في طوباس، من خلال مشاريع تخدم استقرارهم وتخفف من ظاهرة الهجرة، قائلاً:

" "نطمح في المستقبل إلى شراء قطعة أرض لإقامة مشروع إسكان لأبناء الرعية، ليكون ملاذًا لهم وسندًا لبقائهم في أرضهم. كما نأمل أن تتاح فرص عمل مناسبة لحملة الشهادات الجامعية من شبابنا، حتى يتمكنوا من بناء مستقبلهم هنا بين أهلهم وكنيستهم، بدلًا من الاضطرار إلى البحث عن فرص خارج المدينة."



وفي ختام حديثه، يوجه وسام الصايغ رسالة شكر وامتنان عبر موقع الفادي، قائلاً:

"نوجّه شكرنا الكبير لكل من قدّم وساهم في دعم الكنيسة، ونأمل أن يستمر التواصل والتعاون مع المؤسسات ووسائل الإعلام، ليعرف الجميع أن في طوباس كنيسة حيّة وطائفة مسيحية أصيلة تحمل رسالة المحبة والسلام. نصلي أن يعمّ السلام في بلادنا، وأن تبقى قلوب الجميع مملوءة بالمحبة والإيمان. أبواب كنيستنا مفتوحة دائمًا أمام الجميع، فهي بيت الله وبيت الناس."

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot