كفر قود - خاص موقع الفادي
كتبت مريانة فضة
في حديثٍ خاص مع موقع الفادي، رحّب بولص فضّه باسم عائلته بموقع الفادي، معبّرًا عن امتنانه لهذه المبادرة الطيبة، فقال:
"باسم عائلتنا وجميع أبناء رعيتنا في كفر قود، نتقدّم بجزيل الشكر والتقدير لموقع الفادي على هذه اللفتة اللطيفة والاهتمام برعيتنا الصغيرة. يسعدنا ويشرّفنا تواصلكم معنا، فزيارتكم وكلماتكم تُشعرنا بأننا لسنا منسيين، بل لنا مكاننا بين أهلنا وكنيستنا في هذه الأرض المقدسة."
وأضاف بولص فضّه في مستهل حديثه:
"نرحّب بكم في قرية كفر قود، الواقعة إلى الغرب من مدينة جنين، وهي من القرى الفلسطينية الهادئة التي تجمع بين عبق التاريخ وبساطة الحياة الريفية. تمتاز بطبيعتها الخضراء وجمال بساتينها، كما تتميّز بعلاقات اجتماعية متينة بين أهلها الذين يعيشون كعائلة واحدة متحابة ومتعاونة."
أما عن التواجد المسيحي في القرية، أوضح بولص فضّه أن في كفر قود اليوم تسعةً وثلاثين شخصًا جميعهم ينتمون إلى الكنيسة الكاثوليكية، وهم من عائلة فضّه المعروفة والمحبوبة في القرية، وتتكوّن من تسعة بيوت لها تاريخ طويل ومشرّف في القرية.
وقال بولص فضّه:
"تعود أصول عائلتنا إلى يافة الناصرة، وقد جاء أجدادنا إلى كفر قود قبل نحو مئةٍ وخمسين عامًا نظرًا لتوفّر عملهم فيها في ذلك الوقت. ومع مرور السنين وظهور الحواجز والتقسيمات، لم يتمكنوا من العودة إلى بلدهم الأصل، فاختاروا أن يستقروا في كفر قود، ويؤسسوا فيها بيوتهم وحياتهم الجديدة، لتصبح القرية وطنهم الثاني الذي أحبّوه وتمسكوا به جيلاً بعد جيل."
ويتابع قائلاً:
"عندما وصل أجدادنا أول مرة، سكنوا وسط البلد، ثم في عام 1967 انتقلوا إلى موقعهم الحالي على الشارع الرئيسي في أول البلد، حيث يعيش جميع أفراد العائلة اليوم في حي واحد متجاور إلى جانب الكنيسة."
ويؤكد بولص فضّه أن أبناء العائلة، رغم قلة عددهم، يتميّزون بروح المحبة والوحدة والانتماء العميق لأرضهم وبلدتهم. أغلبهم يعملون في مجال البناء، وهم مثال للعطاء والإخلاص في العمل، كما أن لهم علاقات طيبة مع المجتمع المحلي والمجلس القروي، وللعائلة ممثل في المجلس يعبّر عن صوتهم ويخدم القرية بمحبة وتفانٍ.
كنيسة القديسة حنّة والقديس يوسف... ثمرة الإيمان والعطاء
في قلب الحي الذي تسكنه العائلة، تقف كنيسة القديسة حنّة والقديس يوسف شاهدةً على إيمانهم العميق وتمسكهم بجذورهم. ويقول بولص فضّه:
"تُعتبر هذه الكنيسة ثمرة إيمان ومحبة عائلتنا، إذ تبرّعنا أنا وأبناء عمّي بأرضها عن روح آبائنا وأجدادنا، لتكون بيت صلاة يجمعنا بالإيمان والمحبة. وقد قامت البطريركية اللاتينية مشكورة ببناء الكنيسة وتجهيزها بالكامل، إلى جانب إقامة مقبرة للعائلة على الأرض التي تبرّعنا بها أيضًا.
تم افتتاح الكنيسة عام 2008 برعاية غبطة البطريرك ميشيل صباح، بعد سنوات طويلة كنّا خلالها نقيم الصلوات في أحد بيوت العائلة بالتناوب نظرًا لعدم وجود كنيسة خاصة بنا آنذاك."
ويضيف:
"اليوم، يقيم كاهن رعية جنين القداس مساء يوم السبت في الكنيسة، بما يتناسب مع وقت أبناء العائلة وارتباطات الخوري الذي يخدم مناطق متعددة في جنين وقراها. الكنيسة بسيطة في تصميمها وتعكس روح النظام الجديد في العمارة الكنسية، حيث تمتزج البساطة بالجمال والإيمان بالحب، لتكون مكانًا يضم الجميع في جوٍّ عائلي وروحي مميز."
ويتابع بولص فضّه قائلاً:
"رغم التحديات التي نواجهها في تعليم أبنائنا والمشاركة في الاحتفالات والأعياد، إلا أننا ما زلنا متمسكين بقريتنا وكنيستنا. وجودنا هنا هو شهادة حيّة على الإيمان الثابت والوفاء للجذور. نعيش في كفر قود كإخوة مع باقي أهل القرية بلا أي تفرقة، بل تجمعنا المحبة والتعاون والوحدة."
وفي ختام حديثه، وجّه بولص فضّه رسالة محبة قال فيها:
"نشكر موقع الفادي من جديد على اهتمامه برعيتنا الصغيرة في كفر قود. نرحّب دائماً بكل من يزورنا، فبيتُنا وكنيستُنا مفتوحان للجميع بمحبةٍ وإيمانٍ كبير."





 
  
No comments:
Post a Comment