القدس - موقع الفادي
كتب الأب سيمون بيترو حرو الفرنسيسكاني.
متى يكون القرار الأممي لصالح الأبرياء؟ متى تتوقف الحرب ويُكفّ عن تلويث الأرض بدماء الأطفال والعزّل؟
أمام صرخات الأمهات، وأنين الجرحى، ووجع العزل، يقف مجلس الأمم متثاقل الخطى، يكتفي ببيانات باهتة، كمن يضع ضمادًا ورقيًا على جرح نازف. أين القرارات العادلة؟ أين النصرة للحق؟ أليس من واجب العالم أن يوقف شلال الدماء قبل أن تغرق الإنسانية كلها في مستنقع العار؟
لقد تجاوزت الجريمة حدود المنطق، فصارت حربًا على البراءة قبل أن تكون حربًا على البشر. أطفال يخرجون من بين الركام وهم يسألون: بأي ذنب قُتلنا؟ أليس في العواصم الكبرى ضمير يسمع، قلب يخفق، عين تبكي؟
أيها العالم، كفاك صمتًا! كفاك حيادًا مغشوشًا! فالتاريخ لا يرحم المتفرجين، والعدالة المؤجلة ليست عدالة. نريد قرارًا أمميًا لا يُكتَب بالحبر فقط، بل يُكتب بدم الضمير الحي، بصرخة الأحرار، وبشجاعة الوقوف في وجه القتلة.
غزة اليوم امتحان البشرية كلها. فإما أن ينهض العالم بقرار عادل يوقف نزيف الأبرياء ويؤدب الجناة على جرائمهم، أو يسقط الجميع في هاوية التواطؤ والعار.
كفى سفكًا للدماء! كفى عبثًا بالكرامة الإنسانية!
آن للضمائر أن تهتف: الحياة حق، والسلام فرض، والعدالة قدر لا مفر منه.

No comments:
Post a Comment