روما - موقع الفادي
انطلقت شبيبة ماء الحياة، التابعة لرعية القديسين بطرس وبولس – الجش، في رحلة حج تاريخية إلى روما من 28 تموز حتى 7 آب 2025، للمشاركة في يوبيل الشباب 2025 الذي أعلنه قداسة البابا الراحل فرنسيس تحت شعار: "الرجاء الذي لا يخيب".
وقد رافق هذه المجموعة الكاهن سابا نضال بشارة، مسؤول الشبيبة في الأبرشية. والراهبة مونيكا، والراهبة ماجدا اللتان سهرتا على التنظيم والترتيبات لضمان نجاح هذه الرحلة المباركة.
لم يكن هذا الحجيج وليد اللحظة، بل كان ثمرة تحضير طويل وسهر متواصل على مدى أشهر، بهدف الارتقاء في مسيرة الإيمان، والدخول عبر الأبواب المقدسة، وعيش اختبار شخصي وعميق للقاء بيسوع المسيح القائم. فالمشاركة لم تكن مجرد رحلة سياحية، بل كانت شهادة حيّة بأن الرجاء لا يخيب، لأن الرجاء هو المسيح نفسه.
روما – مدينة الشهداء والرسل
ويقول أحد المشاركين: ما إن وطأت أقدامنا روما، حتى شعرنا أننا في قلب تاريخ الكنيسة الحي، في المدينة التي روتها دماء القديسين بطرس وبولس، ومعهما عدد لا يُحصى من الشهداء والشهيدات. جئنا حاجّين لنصلي ونتأمل في رحمة الله ومحبته للبشرية، ونشكر الفادي الذي خلّصنا بموته وقيامته.
وقال الأب سابا بشارة: في هذه السنة المقدسة، كشفت الكنيسة كنوزها الثمينة، ودعتنا لسنة اليوبيل لاختبار مجدد لرحمة ومحبة الله، وللدخول من الباب المقدس الذي يرمز للسيد المسيح كما سبق وأعلن عن نفسه في إنجيل يوحنا: "أنا هو الباب، فمن يدخل بي يخلص".
ونذكر أنه يمكن الدخول عبر الأبواب المقدسة وزيارات الإيمان خلال الحجيج، عبرت المجموعة ثلاثة أبواب مقدسة في روما لنيل الغفرانات الكاملة، وهي باب كاتدرائية القديس بطرس – الفاتيكان، باب كاتدرائية القديس بولس خارج الأسوار، وباب كاتدرائية القديسة مريم الكبرى.
إلى جانب هذه المحطات، زارت المجموعة معالم روحية وتاريخية عديدة، أسهمت بتجديد الإيمان والشكر لله.
تحديات الجسد وفرح الروح
وبمجمل الرحلة التي لم تكن سهلة جسديًا. فإنها وضعت الجميع في تحديات الجسد وفرح الروح، كما قال الرب يسوع: "الروح نشيط، أما الجسد فضعيف". وكان المبيت في موقع المعرض الكبير في فيرا دي روما، وسط ظروف بسيطة، نوم متواضع، وحمامات باردة جدًا. لكن كل ذلك تلاشى أمام الفرح الكبير بلقاء شبيبة من مختلف أنحاء العالم، وتبادل الثقافات والحضارات، وإعلان الإيمان الواحد الذي يوحد الجميع.
وكانت المشاركة في اللقاء التاريخي مع قداسة البابا في تور فيرغاتا، واختتم بقداس الأحد الذي حضره أكثر من مليون ونصف شخص من الشبيبة، حيث علت كلمات البابا الغامرة بالسلام، الفرح والرجاء.
الرياضة الروحية والختام
بعد اختتام برنامج روما، انتقلت المجموعة إلى سوتري، حيث جرى اجتمع مع شبيبة أخرى تحت رعاية راهبات خدام الإنجيل، في أيام غنية بالروحانية، مزجت بين الصلاة، الضحك، النشاطات والمشاركة الأخوية. كانت فرصة فريدة للتأمل في دعوة شبيبة الأرض المقدسة كمسيحيين مرسلين من أرض القيامة إلى العالم، لإعلان محبة المسيح لكل إنسان.
شهادة حيّة على أن الكنيسة حيّة
وقال أعضاء في المجموعة إن هذه الرحلة كانت شهادة على أن الكنيسة ما زالت تنبض بالحياة، وتربي أبناءها على إيمان الرسل، وتفتح أمامهم كنوزها الروحية. نحن فخورون بهذه الشبيبة التي حملت رسالة الإنجيل من الأرض المقدسة إلى قلب روما، وعادت محملة بفرح اللقاء وعمق الخبرة، في ذكرى تاريخية ستبقى محفورة في قلوبنا: يوبيل الشباب 2025 – يوبيل الرجاء الذي لا يخيب.

No comments:
Post a Comment