القدس - موقع الفادي
بقلم الأب سيمون بيترو حرو الفرنسيسكاني.
في عالمٍ تتلاطم فيه أمواج الظلم والكراهية واليأس، وتضيق فيه السبل بالإنسان، تظل هناك حقيقة واحدة راسخة لا تتزعزع: مع الله لا يوجد شيء مستحيل.
ومع ذلك، هناك من اختبر شيئًا مختلفًا… هناك من وثق بالله، لا لأنه رأى، بل لأنه آمن إيمانا ثابتا. هناك من همس في قلبه المجروح: "يا رب، أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أني أحبك، وإليك وحدك أستسلم".
فالله ليس غائبًا، بل صامتٌ يعمل في الخفاء.
هو لا ينسى المظلوم، ولا يتغاضى عن أنين المقهورين، بل هو نصيرهم الأول. كم من ظالمٍ توهّم أن سلطانه سيدوم، ولكن العدالة الإلهية أطاحته في لحظة. وكم من مستضعفٍ بكى في الليل، فاستجاب له الله في الصباح.
عندما تتوكل على الله، لا تسير وحدك. يسبقك نوره، ويحرسك ملاكه، ويعضدك بيده. أنت تمشي في طريقك، بينما هو يقاتل عنك المعارك التي لا تراها، ويمهد لك ما حسبته مستحيلًا.
الإتكال على الله ليس ضعفًا، بل هو أعلى درجات القوة.
فمن اتكل على ذاته، خاب؛ ومن استند إلى بشر، تزعزع؛ أما من احتمى بالله، فارتفعت هامته حتى في أوقات الانكسار.
لا تجعل ضيقك يقودك إلى اليأس، ولا تحكم على حياتك من فصولها المؤلمة. فالله الذي أقام لعازر من الموت، وفتح البحر أمام موسى، وأطعم إيليا في القحط، والذي جعل أليصابات حبلى في شيخوختها لا يعجزه أمر في حياتك.
ثق بأن لله حكمة تفوق فهمك، ووقتًا أفضل من توقيتك، وأسلوبًا لا يشبه حساباتك.
ومهما طال الظلام، سيشرق فجر عدله،
ومهما اشتد الظلم، سيتكلم حقه.
ومهما انهارت أحلامك، فهو خالق الرجاء من الرماد.
مع الله، المستحيل يصبح ممكنًا.
فلا تيأس… بل توكل عليه، وامضِ.
No comments:
Post a Comment