آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, July 11, 2025

السلام شيء والاستسلام شيء اخر

 


القدس - موقع الفادي

كتب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس

يبدو ان هنالك ملامح لشرق أوسط جديد يراد من خلاله تمرير مشاريع وسياسات واجندات احتلالية وكل هذا هدفه تصفية القضية الفلسطينية والامعان في شطب وجود فلسطين من على الخارطة.
يسعون من اجل تطبيع وسلام مزعوم هو في واقعه ليس سلاما او تطبيعا بل هو استسلام للسياسات الاستعمارية الغاشمة مع تأكيدنا بأن المتآمر على فلسطين وقضيتها العادلة انما هو متآمر أيضا على الامة العربية كلها .
اعتقد بأن المشاريع الاحتلالية والاستعمارية الهادفة لرسم ملامح شرق أوسط جديد سوف تنهار ومصيرها الفشل الذريع فلا يمكن ان يكون هنالك شرق أوسط جديد بدون فلسطين وفلسطين هي قلب الامة النابض هكذا كانت وهكذا ستبقى ونحن على يقين بأن الاحرار من أبناء امتنا لن يسمحوا بشطب وجود فلسطين من على الخارطة ولن يسمحوا بتصفية القضية الفلسطينية ولن يسمحوا بشرق أوسط جديد خال من فلسطين والتي هي قضية العرب الأولى وقضية كافة الاحرار في مشارق الأرض ومغاربها.
لقد قلنا مرارا وتكرارا ونؤكد هذا القول الان بأننا مع السلام ولكن يبدو ان كلمة السلام أضحت اليوم شعارا خاليا من أي مضمون يتغنى به البعض من جبابرة وحكام هذا العالم.
السلام ليس شعارا يتغنى به البعض وقد اضحى اكذوبة كبرى لا تنطلي على احد فالسلام الحقيقي لا يمكن ان يكون على حساب الشعوب المقموعة والمظلومة والمتألمة ولا يمكن ان يكون على حساب شعبنا الفلسطيني الذي يتوق الى الحرية والعيش بسلام وكرامة .
هنالك فرق بين السلام وبين الاستسلام ونحن مع السلام ولكننا لسنا مع الاستسلام ويبدو ان السلام الذي تريده إسرائيل هو ليس فقط استسلام الفلسطينيين بل استسلام العرب جميعا من المحيط الى الخليج واعتبار إسرائيل بأنها سيدهم الأعظم.
ليس هكذا يتحقق السلام ولن يكون هنالك شرق أوسط جديد لا يضمن ولا يصون حرية وكرامة الانسان الفلسطيني.
فالفلسطينيون هم رقم صعب ولا يمكن ان تتمكن أي قوة غاشمة من شطب وجود فلسطين وتصفية انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث.
من المؤسف ان هنالك بعضا من العرب الذين قبلوا بما يسمى التطبيع دون حل القضية الفلسطينية ويبدو ان مسيرة التطبيع المشؤومة هذه مستمرة ومتواصلة في ظل الاملاءات الامريكية والضغوطات الممارسة على بعض الأنظمة ، وفي الواقع لا يمكن ان يكون هذا تطبيعا في ظل حالة غير طبيعية مع استمرار القمع والاحتلال والمظالم ومع استمرار حرب الإبادة التي تستهدف شعبنا في القطاع المنكوب والمكلوم.
نطالب الدول العربية بألا تتخلى عن فلسطين لان من يتخلى عن فلسطين يتخلى عن ذاته وعن شعبه فالذي يضمر الشر لفلسطين يضمر الشر للشعوب العربية كلها والمتآمر على فلسطين هو متآمر على الامة كلها من المحيط الى الخليج .
لا تنبهروا من الابتسامات الكاذبة والتصريحات الدبلوماسية المشوهة للحقائق والوقائع ، ولا تنبهروا من شعارات السلام الفضفاضة والتي يراد من خلالها استسلام العرب وجعلهم منخرطين في مشاريع لا تنصب ومصلحة الامة، ومصلحة الامة في الدرجة الأولى هي حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن كرامة الانسان الفلسطيني وحريته وحقه المشروع في ان يعيش بحرية وسلام في وطنه.
سيبقى الفلسطينيون في ديارهم مهما اشتدت حدة القمع والظلم والاحتلال وستبقى جذورهم عميقة في هذه الأرض كشجرة الزيتون التي ترمز الى السلام ولكنها ترمز أيضا الى عراقة الوجود الفلسطيني في هذه البقعة المباركة من العالم.
نتمنى ان يتبدل الحال العربي الى ما هو افضل وان تكون بوصلة العرب في الاتجاه الصحيح .
نعم نحن مع السلام ونرفض ثقافة الإرهاب والحروب والانتقام والسلام في مفهومنا يبنى على العدالة وليس على حطام الشعوب واساسه هو صون كرامة وحرية الانسان الفلسطيني الذي يحق له ان يعيش بحرية وان يبني وطنه مثل باقي شعوب العالم.
لا تسمحوا لاحد بأن يكذب عليكم ويحدثكم عن تطبيع وعن سلام لا يضمن كرامة الانسان ، فكرامة الانسان أولا والتي بدونها لا يمكن ان يتحقق شيء .
كان الله في عون شعبنا المستهدف اليوم اكثر من أي وقت مضى في ظل المؤامرات والمشاريع المشبوهة والتي تحيط بنا من كل حدب وصوب .

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot