القدس - موقع الفادي
كتب المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس
الى متى سوف تستمر وتتواصل محنة الاهل في قطاع غزة المنكوب والمكلوم وآلة الموت والدمار لا تتوقف .
نحن مصدومون من هذا الكم الهائل من الوحشية والقساوة وانعدام الإنسانية الممارسة بحق أهلنا في قطاع غزة حيث يعيش اكثر من مليوني انسان في ظل حصار مطبق وسياسة تجويع واذلال ممنهجة ناهيك عن آلة الموت والدمار والخراب التي لم تتوقف منذ ان ابتدأت حرب الإبادة وحتى هذه الساعة .
نتمنى وننادي بأن تنجح الجهود المبذولة من اجل وقف هذه الحرب ، فمعاناة أهلنا هناك لا يمكن ان يتصورها عقل بشري.
الوحشية والهمجية الممارسة بحق شعبنا في القطاع كشفت الكثير من الأقنعة واماطت اللثام عن وجوه قبيحة ولكي أكون منصفا أظهرت ايضا ان في هذا العالم هنالك شريحة من المثقفين الذين يتحلون بالانسانية والذين ينادون بوقف الحرب.
في هذا العالم هنالك وجوه قبيحة وهنالك وجوه جميلة وهنالك ضمائر حية ونتمنى ان تتسع رقعة هؤلاء الذين يناصرون الحقوق الفلسطينية وينادون بوقف حرب الإبادة.
ان القيادات السياسية في الغرب بغالبيتها اجندتهم ليست اجندة الانسان بل اجندة المصالح حتى وان كان ثمن هذه المصالح هو الانسان الذي يحق له أن يعيش بسلام.
الى متى سوف تستمر سياسة تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني ؟ وهي في الواقع ليست سياسة تجاهل بل هي سياسة امعان في ظلم الفلسطينيين واستهدافهم في كافة تفاصيل حياتهم .
من يستهدف الفلسطينيين ليس فقط الجيش الإسرائيلي بل هنالك داعمون معروفون وغير معروفون وهنالك صامتون، والصامتون هم أيضا داعمين للحرب بصمتهم وترددهم في قول كلمة الحق التي يجب ان تقال .
ان ازدواجية المعايير في عالمنا أضحت ظاهرة قاتلة ونتائجها مأساوية وكارثية فكلنا نرفض ما حدث يوم ال7 من أكتوبر واستهداف المدنيين امر مرفوض بالنسبة الينا ، والإنسانية لا تتجزأ ولا نتعاطى في الشأن الإنساني بازدواجية للمعايير فالانسان يبقى انسانا هنا وهناك ومن رفضوا ما حدث في يوم 7 أكتوبر ، هذا اليوم المشؤوم في تاريخ الفلسطينيين يجب أيضا ان يرفضوا ما حدث بعدها من حرب إجرامية همجية وهي حرب الإبادة التي تعرض لها وما زال يتعرض لها أهلنا في القطاع الحبيب .
نرفض ازدواجية المعايير التي تتبناها بعض الدول العظمى في العالم والذين يعتبرون ما حدث يوم ال7 من أكتوبر عملا إرهابيا ويتجاهلون الجرائم المروعة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين بعد هذا التاريخ.
يجب ان يعرف القادة السياسيون في هذا العالم بأن الفلسطينيون هم شعب موجود ولا يحق لاي جهة ان تتجاهل وجود هذا الشعب وان تشطب حقوقه وثوابته وان تلغي حقه المشروع في ان يعيش بحرية وسلام .
ما نعيشه اليوم انما هي مؤامرة كبرى على الفلسطينيين وقضيتهم العادلة حيث حرب الإبادة في غزة ، كما والضفة الغربية مستهدفة ومستباحة كما ان القدس يتعرض فيها الفلسطينيون لسياسات التهميش.
لن تقوم لنا قائمة في هذه المنطقة ولن يتحقق السلام المنشود والهدوء والامن الذي ينادي به البعض بدون حل القضية الفلسطينية فالسلام لا يبنى على حطام الشعوب بل من خلال حريتها وصون كرامتها وتحقيق امنياتها وتطلعاتها الوطنية .
كان يقول الشهيد أبو عمار بأن الفلسطينيين هم ( رقم صعب )ومن الأهمية بمكان تأكيد هذا القول في هذه الأوقات التي فيها يتم التآمر على الفلسطينيين من كل حدب وصوب ، فالفلسطينيون هم رقم صعب هكذا كانوا وهكذا سيبقون ولن تتمكن اية قوة غاشمة من تصفية انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
لسنا دعاة حروب ولن نكون ولا نقبل بالإرهاب واستهداف الأبرياء والمدنيين أيا كانت الجهة التي تقوم بهذه المهام القذرة ، فالحروب تولد الحروب والإرهاب يولد الإرهاب والعنف يولد العنف ونحن في هذا المشرق بأمس الحاجة الى السلام الحقيقي المبني على العدالة الذي يصون ويحفظ كرامة الانسان الفلسطيني.
أوقفوا حرب الإبادة في قطاع غزة واوقفوا الممارسات الظالمة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
الفلسطينيون وقضيتهم العادلة انما هي مفتاح السلام في منطقتنا وعالمنا فلا تفتشوا عن السلام مع بقاء الاحتلال والقمع والظلم والاستبداد والعنصرية الممارسة بحق شعبنا .
الفلسطينيون يستحقون ان يعيشوا بسلام في وطنهم ويجب ان ينعموا بالسلام والامن والأمان في وطنهم وهذا سيحدث وسيتحقق ونتمنى ان يكون عاجلا وليس آجلا.
No comments:
Post a Comment