الناصرة - موقع الفادي
في كنيسة سيّدة البشارة، ترأّس المطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، القداس الاحتفالي الذي منح خلاله رُتبة الشدياق لثلاثة طلاب من المعهد الإكليريكي: فادي قندح من المفرق، مالك حجازين من أدر، وجريس أبو خليل من القدس.
شارك في القداس المطران بولس ماركوتسو، والأب برنارد بوجي، رئيس المعهد، وعدد من الكهنة وطلاب الإكليريكيّة والمؤمنين. وقد تابع أهالي المرشحين القداس عبر البث المباشر، نظرًا لصعوبة التنقّل في ظلّ الظروف السياسية والأمنية الراهنة.
"هاءنذا..."... نداء الاستعداد
في بداية الرتبة، دعا المطران وليم كل مرشح باسمه، فأجابوا بصوت واحد: "هاءنذا"، تعبيرًا عن استعدادهم لقبول هذه الخدمة المقدسة، والانخراط في درب التقديس والتكرّس.
عظة راعوية: "تشبهوا بالمسيح"
في عظته، رحّب المطران وليم بالحاضرين، وتأمّل في قراءة الإنجيل وبالتحديد قول السيد المسيح: "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل"، مشيرًا إلى أن الكمال المسيحي يكمن في المحبّة الشمولية والبطولية التي دعا إليها يسوع في عظة الجبل، بوصفها أرقى نموذج للحياة المسيحية، وعلامة تميزها. وأكّد أن هذه المحبة تشمل الجميع، القريب والبعيد، وأضاف: "يريدنا يسوع أن نقتدي بالآب السماوي الذي لا يميّز ولا يفرّق بين أبنائه، بل يحبّهم جميعًا، ليس لأنهم مثاليون، بل لأنه يريد لهذه المحبة أن تغيّرهم وتدعوهم إلى التوبة".
ووجّه كلمته إلى المرشحين قائلاً: "هذه الرتبة تمنحكم الحق أن تحملوا القربان الأقدس، وهذا شرف عظيم. أنتم تحملون حامل هذا العالم." وأوضح أن الشدياق يُخوّل له إقامة زياح القربان، ومنح المناولة للمرضى، والمساعدة في المناولة عند الحاجة. كما يمكنه تحضير خدام الهيكل ليخدموا بورع وخشوع، لأن يسوع حاضر حقًا في الإفخارستيا تحت أعراض الخبز والخمر.
وتابع: "هذا الشرف يتطلب منكم أن تتشبّهوا أكثر فأكثر بالمسيح الذي تحملونه وتناولونه للآخرين. إن التشبّه بيسوع الراعي الصالح، الذي يعرف خرافه ويبذل نفسه في سبيلها، هو خلاصة دعوة الكهنوت".
واختتم بالقول: "عندما تعطون بعد قليل الإناء مع الخبز والخمر، سوف تسمعون هذه الكلمات: 'اجتهدوا في أن تكونوا أهلاً لخدمة مائدة الرب والكنيسة" مشيراً إلى أن هذه الدعوة تتطلب التمثل بالمسيح الذي جاء ليخدُم لا ليُخدَم، وبذل نفسه حتى النهاية.
كلمة الأب برنارد بوجي
في كلمة ختامية مؤثرة، قال الأب برنارد بوجي: "نعم، نحن في زمن حرب، لكننا اجتمعنا اليوم لنقول: نحن نستجيب لإرادة الله وخدمة شعبه". موجّهًا كلامه للشدايقة الجدد، أضاف: "لا أحد كامل، لكن المسيح الذي نتقدّم منه في سر القربان الأقدس هو وحده الكامل، الإله الحقّ والإنسان الحقّ، ومنه وحده نستمد كمالنا. اليوم، أُوكلت إليكم خدمة سر القربان، فحافظوا على هذه النعمة بفرح وأمانة، مثابرين في مسيرتكم نحو الكهنوت".
ثم شكر جوقة الرعاة بقيادة السيد جورج سلسع، على إحيائهم للرتبة، ووجّه تحيّة خاصة لعائلات الشدايقة، على دعمهم ومرافقتهم لأبنائهم، كما شكر كهنة المعهد وراهبات الكلمة المتجسد على حضورهن وخدمتهن.
تهنئة باسم غبطة الكاردينال
خُتم القداس بكلمة تهنئة باسم غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، نقلها المطران وليم، داعياً فيها الجميع إلى مواكبة الشدايقة الجدد بالصلاة والدعم الروحي والمعنوي، ليواصلوا مسيرتهم نحو الكهنوت المقدّس بثبات وفرح.
No comments:
Post a Comment