آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, June 10, 2025

المجموعة المسكونيّة "صوت من القدس من أجل العدالة" تطلق نداء استغاثة بشأن غزة

 


القدس - موقع الفادي

في نداءٍ جديد صدر بمناسبة عيد العنصرة، دقّت المجموعة المسكونيّة "صوت من القدس من أجل العدالة" مجدّدًا ناقوس الخطر، كمسيحيين في الأرض المقدّسة، أمام التصعيد الراهن وغير المسبوق في الحرب الإسرائيليّة على غزّة، ويطلبون من الجميع أن يمتلئوا بقوة المسيح القائم والروح القدس لمواصلة العمل في سبيل الحياة والحريّة لإخوتنا وأخواتنا في غزة.

 

فبعد أكثر من عام ونصف من الموت والدمار، "نجد أنفسنا في لحظة رهيبة من تاريخنا". سكان غزة هم "الضحية الأولى" لحربٍ شرسة. وحتى أولئك الذين ينددون بشراسة العنف الذي يعانيه الفلسطينيون في غزة يبدون الآن "محبطون مهددون باليأس مُنهَكون". ومع ذلك، لا يزال علينا أن نحاول "إلقاء الشباك"، كما فعل الرسل بحسب إنجيل يوحنا، بعد أن حاولوا الصيد طوال الليل دون جدوى.

 

وفيما يلي نداء الاستغاثة:

 

ندقّ ناقوس الخطر

 

كمسيحيين في الأرض المقدّسة، ندقّ ناقوس الخطر إزاء التصعيد الأخير غير المسبوق في الحرب الإسرائيليّة على غزة. بعد أكثر من عام ونصف من الموت والدمار، فإنّنا نعيش لحظة مروّعة. نحن، في جوهر الأمر، نرسل نداء استغاثة: نحن بحاجة لمساعدتكم.

 

تجدّد الحصار على غزة في 2 آذار 2025، مما أدى إلى أطول حصار على دخول الغذاء والمساعدات الأساسيّة الأخرى في تاريخ قطاع غزة. وشُنّ من جديد هجوم عسكري إسرائيلي في 18 آذار 2025. في ذلك اليوم الأول وحده، قُتل مئات الأشخاص. ومنذ ذلك الحين، يُقتل العشرات بشكل شبه يوميّ. الآن، بينما نكتب هذه السطور، يحتل الجيش الإسرائيلي مساحاتٍ متزايدة من القطاع، مما يؤدي إلى مزيد من الدمار والموت.

 

في الأسابيع الماضية، تدهور الوضع تدريجيًّا: فبالإضافة إلى ما يقارب 55 ألف قتيل وأكثر من 120 ألف جريح، يشهد القطاع مجاعةً خانقة (أحصت الأمم المتحدة مؤخرًا 10 آلاف حالة جديدة من سوء التغذية). المستشفيات والمرافق المدنية الأخرى شبه مغلقة تمامًا. أكثر من مليوني غزّي، بالإضافة إلى 24 رهينة إسرائيلية على قيد الحياة، جميعهم معرّضون لخطر الموت في كل لحظة.

استراتيجية جديدة!

 

إنّ التصعيد لا يقتصر على الحصار والعدوان المستمرين، فقد كشفت السلطات الإسرائيلية عن استراتيجية جديدة، مُدعيّة أنّها تهدف إلى توزيع المساعدات الضروريّة، إلا أنّه مشروط بمزيد من نزوح السكان. وستضمن السيطرة الإسرائيليّة للوكالة المدعومة أمريكيًّا، وهي مؤسّسة غزة الإنسانيّة GHF، حيث يعتمد التوزيع على ما يُسمّى ’مواقع توزيع آمنة‘، وهي خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي بالكامل.

 

في 16 أيار 2025، أعلن المدير التنفيذي لهذه المؤسّسة، جيك وودز، رفضه "المشاركة في أيّة عمليّة تهجير أو تهجير قسريّة للسكان الفلسطينيين". وفي 25 أيار 2025، قدّم استقالته من المؤسّسة بعد مطالبة إسرائيل السماح بدخول المساعدات عبر جميع القنوات الممكنة.

 

وقد بدأت المؤسّسة التوزيع في 26 أيار 2025، إلا أن إجراءات الفرز، وصعوبة الوصول إلى نقاط التوزيع، واستمرار قتل الغزّاويين الذين يتجهون إليها، تزيد من احتمال أن تكون هذه المؤسّسة غطاءً للعمليات العسكريّة الإسرائيليّة. في هذه الأثناء، لا يزال الغزّاويون يعانون من المجاعة.

السكان أمام خيار مرعب

 

يتساءل الكثيرون عن معنى هذا التصعيد! أولًا، يضع سكان غزة أمام خيارٍ مرعب: الخضوع للسيطرة الإسرائيليّة الكاملة أو الموت جوعًا. علاوةً على ذلك، يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا سيؤدي إلى محاولةٍ جديدة للتطهير العرقيّ في القطاع، والتي ستؤدي إلى تهجير السكان خارج حدوده. وقد صاغ السياسيون الإسرائيليون، بمن فيهم أعضاء في الحكومة، الهدف النهائي المتمثّل في تهجير الفلسطينيين مرارًا وتكرارًا وبشكلٍ علني منذ أن اقترحه الرئيس ترمب لأوّل مرة في 5 شباط 2025.

 

أدركت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكوميّة الدوليةّ أنّ هذا "توزيع المساعدات" يُمثل تصعيدًا للحرب. وهم يدركون تمامًا أن المشاركة في هذا "التوزيع" تعني التواطؤ في استخدام المساعدات الغذائيّة كجزء من استراتيجيّة حربيّة، وهو أمر محظور صراحةً بموجب اتفاقيات جنيف.

 

تُشكّك السلطات السياسيّة والعسكريّة الإسرائيلية باستمرار في التقارير التي تصف الوضع المتدهور في غزة. وتُشكّك في أعداد القتلى والجرحى والمحتضرين. ومع ذلك، ترفض هذه السلطات نفسها السماح للصحفيين الأجانب بدخول غزة لتغطية ما يجري. وفي غضون ذلك، قُتل نحو 180 صحفيًّا وإعلاميًّا محليًّا من غزة خلال العمليات العسكريّة الإسرائيليّة منذ 7 تشرين الأول 2023.

قصف نفسي وروحي

 

وبينما يُعَدّ أهل غزة أول ضحايا هذه الحرب القاسية، فإنّنا نتعرّض جميعًا لقصفٍ نفسي وروحيٍّ آخر أكثر غموضًا، مُغرقًا بالصور والروايات المُتضاربة، فنشعر بلا أمل، مشلولين باليأس، عاجزين عن المساعدة. مُنهكون! لذلك، نُناشدكم؛ على المجتمع الدولي أن يتدخّل. مع أن أصواتنا لا يبدو أنها مُسموعة من قبل قادة العالم، فإنّنا نُشجّع كل من له آذانٌ تسمع وعيونٌ تُبصر، على التحرّك.

 

في إنجيل يوحنا (21، 1-13)، اجتمع التلاميذ على شاطئ بحر الجليل. في حزنٍ وإرهاق، اقترح بطرس عليهم أن يعودوا إلى حياتهم كصيادين. ومع ذلك، ورغم تعبهم طوال الليل، لم يصطادوا شيئًا. ثم ظهر يسوع على الشاطئ ونادى عليهم قائلًا: "ألقوا الشبكة إلى يمين السفينة، فتجدوا" (يوحنا 21: 6).

 

نناشدكم: من فضلكم، حاولوا مجدّدًا، وألقوا شباككم من جديد. نتوسّل إليكم ألا تستسلموا. دعونا نمتلئ بقوّة القيامة والروح القدس في عيد العنصرة، ونجدّد التزامنا بالنضال من أجل الحياة والحرية لإخوتنا وأخواتنا في غزة وفي كل مكان في فلسطين/إسرائيل.

 عن "ابونا"

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot