القدس - موقع الفادي
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ان القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث وهي المدينة التي لها مكانتها وفرادتها وتاريخها وطابعها الخاص والذي تنفرد به .
مضيفا انها مدينة تختلف عن أي مدينة أخرى في هذا العالم ، فهي حاضنة التاريخ والعراقة واهم المقدسات المسيحية والإسلامية كما انها من المفترض ان تكون مدينة للسلام ولكنها ليست كذلك وذلك بسبب سياسات الاحتلال وممارساته حيث ان هنالك في القدس محاولات هادفة لبسط الهيمنة والسيطرة الاحتلالية وإعطاء القدس لونا واحدا واليوم هنالك مسيرة استفزازية للمستوطنين الذين سيجولون ويصولون بالاعلام الإسرائيلية في الوقت الذي فيه يمنع رفع العالم الفلسطيني ومن يقوم بذلك قد تتم ملاحقته واعتقاله.
ناهيك عن الاعتقالات والملاحقات خلال الأشهر المنصرمة بسبب الموقف من حرب الإبادة حيث هنالك ملاحقات لشخصيات ولافراد عبروا عن موقفهم الرافض للحرب وتتم ملاحقتهم بطريقة غير مقبولة وغير مبررة.
الفلسطيني يبقى فلسطينيا ويحق له ان يعبر عن هويته الوطنية وان يتمسك بعلمه الوطني وان ينادي بتحرير الأرض والانسان من الاحتلال ، أما مطلبنا الأساسي في هذه الأوقات فهو ان تتوقف حرب الإبادة في غزة .
يحق لكل فلسطيني ان ينادي بوقف الحرب فهذه ليست جريمة يجب ان يحاسب عليها بل هذا واجب انساني واخلاقي على كل فلسطيني وعلى كل عربي وعلى كل انسان حر في هذا العالم.
يريدون ان تتحول مدينة القدس الى مدينة يهودية ويسعون لبسط سياساتهم وممارساتهم ليس فقط على المقدسات بل أيضا على المناهج التعليمية اذ انهم يريدون اجيالا فلسطينية قادمة ان تجهل هويتها وتاريخها وهذا ظلم كبير واستهداف لشعب وهويته وتاريخه وعراقة وجوده.
لسنا من المعادين للشعب اليهودي ولا نعادي أي شعب على الاطلاق بناء على الانتماء الديني او العرقي فنحن نؤمن بأن البشر جميعا وان تعددت اديانهم ومشاربهم الا انهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله .
نحن نرفض الصهيونية ونرفض العنصرية الاحتلالية ونرفض السياسات التي تستهدف الشعب الفلسطيني والتي وصلت ذروتها من خلال الحرب في غزة.
نحترم كل الشعوب بكافة اديانهم وخلفياتهم ولكننا نرفض أيضا القمع والظلم والاستبداد والاحتلال ونرفض أي ممارسة عنصرية وظلم قد يتعرض له أي انسان في هذا العالم وخاصة عندما تلبس العنصرية ثوب الدين والدين منها براء .
لا يحق للاحتلال ان يفرض اجندته على القدس فالقدس مدينة مقدسة في الأديان التوحيدية الثلاث ولا يحق لاي احد ان يبسط هيمنته وطابعه الخاص على المدينة المقدسة .
ما نحتاجه في القدس هو السلام والمحبة واحترام التعددية الدينية بعيدا عن الكراهية والعنصرية .
نحن في المسيحية نقول بأن القدس هي قبلتنا الأولى والوحيدة وهي حاضنة اهم المقدسات المسيحية لا سيما كنيسة القيامة ولكننا لسنا عنصريين حاقدين على الاخر حتى وان اختلف عنا في دينه او معتقده .
نتمسك بإيماننا وقيمنا المسيحية ولكننا في نفس الوقت نرفض مظاهر العنف والتطرف والعنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها وننادي باحترام خصوصية القدس وفرادتها.
هنالك استهداف للحضور المسيحي باساليب مختلفة ومتنوعة وهنالك استهداف للاوقاف الإسلامية لا سيما المسجد الأقصى والذي يتم اقتحامه وبشكل استفزازي وبشكل شبه يومي .
اعيدوا للقدس سلامها فهي المدينة التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمتهم الروحية والوطنية وهم ليسوا غرباء فيها وليسوا بضاعة اوتي بها من هنا او من هناك .
اعيدوا للقدس سلامها لكي تكون مدينة التلاقي بين الأديان والاعراق وليس مدينة للصراع والعنصرية والكراهية ومع أجراس كنائسنا وتكبيرات مساجدنا نقول بأن القدس ستبقى لاصحابها ولن تتمكن اية قوة غاشمة من النيل من هوية القدس .
ان مسيرة الاعلام الاستفزازية اليوم هي علامة ضعف وليست علامة قوة فمن يريد بسط هيمنته بهذه الطريقة ليس بالضرورة قويا .
نصلي من اجل مدينتنا المقدسة وحفظها وصون مقدساتها وانسانها ونصلي لكي تكون في يوم من الأيام مدينة للسلام وقد طال انتظار هذا السلام الذي يبدو اننا لن نرى نوره قريبا وخاصة في ظل حرب الإبادة وما يمارس بحق شعبنا من قمع وظلم واستهداف .
No comments:
Post a Comment