القدس - موقع الفادي
كتب الأب سيمون بيترو حرو الفرنسيسكاني
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم، بعد أربعين يومًا من القيامة المجيدة، بهذا العيد العظيم: عيد صعود الرب إلى السماء. إنه عيد بين وداعٍ واستقبال، بين الأرض والسماء، بين الزمان والأبدية.
يا له من مشهد مهيب! يسوع، الإله المتجسّد، يُرفع في المجد، وتُفتح له أبواب السماوات، ويستقبله البلاط السماوي بألوف التسابيح، وأناشيد السجود، وأهازيج الحبّ والتمجيد. الملائكة تهتف: "ارتفع أيها الملك المجيد! افتحوا الأبواب الدهريّة، وليدخل ملك المجد!"
وكما انحدر ابن الله إلى أرضنا حبًّا بنا، هكذا صعد إلى السماء حبًّا بنا:
ليمهّد لنا الطريق،
ويفتح لنا أبواب الفردوس،
ويُعدّ لنا مكانًا في بيت الآب السماوي،
ويفيض علينا من عليائه بروحه القدّوس، من مراحمه، وبركاته.
يا يسوع الحبيب، بصعودك اليوم إلى السماء، فتحت لنا الباب العظيم الذي طالما أُغلق في وجه البشرية. لا برّ هابيل، ولا إيمان إبراهيم، ولا قداسة موسى والأنبياء، استطاعت أن تفتحه، بل أنت وحدك، بدمك المسفوك، وانتصارك على الموت والخطيئة، دخلت ممجّدًا وأدخلتنا معك إلى الحياة الأبدية.
فاجذب قلوبنا إليك، يا رب، حيث أنت جالس عن يمين الآب. لا تسمح لنا أن نعيش للأرض، بل اجعلنا نعيش من أجل السماء، لأجل رؤية وجهك القدّوس، وتأمل بهاء مجدك.
آمين.
يا باب السماء، تضرعي لأجلنا.
كل عيد صعود وأنتم مغمورون بفرح القيامة ومجد السماء، برفقة أمنا الطاهرة مريم العذراء، باب السماء، والرسل القدّيسين.
مع محبتي وبركتي
No comments:
Post a Comment