صلاة من قلب الأرض المقدسة للحبر الأعظم الجديد

 

القدس - موقع الفادي

في صباح يوم الخميس 22 أيار 2025، احتفلت الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة بقداس إلهي مهيب، ترأسه غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، من أمام قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في القدس، وذلك بمناسبة انتخاب قداسة البابا لاون الرابع عشر حبرًا أعظم للكنيسة الجامعة.

مشاركة كنسية وروحية واسعة

شارك في هذا الاحتفال أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، إلى جانب لفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، بالإضافة إلى جمع المؤمنين المحليين والحجاج. كما حضر القداس وفداً من الكنائس الشقيقة، وعدد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية وسفراء عدد من الدول.

لقد شكّل هذا الاحتفال علامة وحدة بين مكوّنات الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة، وتعبيرًا ملموسًا عن الشركة الكنسية العميقة مع خليفة القديس بطرس، رأس الكنيسة الجامعة.

عظة القاصد الرسولي: "كلّنا واحد في الواحد"

ألقى العظة بهذه المناسبة سيادة المطران أدولفو إيلانا، القاصد الرسولي في الأرض المقدسة، الذي عبّر عن فرحه العميق بهذا الحدث الكنسي التاريخي، ووجّه تهنئته إلى قداسة البابا لاون الرابع عشر، باسم الكنيسة في الأرض المقدسة، مؤكّدًا صلاتها من أجل خدمته الرسولية.

وتوقف سيادته مطوّلًا عند حياة ومسيرة البابا الجديد، مشيرًا إلى خصاله الروحية والفكرية، وإلى التزامه العميق بخدمة الكنيسة والإنسان. كما سلّط الضوء على الشعار البابوي الذي اختاره: "كلّنا واحد في الواحد"، موضحًا أنّه يجسّد دعوةً ملحّة إلى توطيد وحدة الكنيسة في تنوعها، وتعزيز جسور الأخوّة والتضامن بين أبنائها، والعمل على تعزيز روح السلام والمصالحة بين مختلف الشعوب والثقافات.

لقاء تهنئة في دار البطريركية

عقب القداس الإلهي، توجّه غبطة الكاردينال برفقة أصحاب السيادة إلى دار البطريركية اللاتينية، حيث أقيم حفل استقبال وتهنئة بهذه المناسبة المباركة. وقد توافد عدد كبير من الحضور لتقديم التهاني القلبية، معبّرين عن فرحهم وشكرهم لله على انتخاب الحبر الأعظم الجديد، ورافعين صلواتهم من أجل نجاح خدمته وتعزيز حضور الكنيسة في العالم بروح الإنجيل.

روح الشركة والصلاة

هذا الاحتفال شكّل مناسبة لتجديد الشراكة الروحية مع الكرسي الرسولي، والتعبير عن الطاعة البنوية لقداسة البابا، وعن التزام الكنيسة المحلية بمسيرة الوحدة والشهادة، في أرض القيامة التي ما زالت تنشد السلام والعدل والمصالحة.

نسأل الرب، بشفاعة سيدتنا مريم العذراء، أن يبارك قداسة البابا لاون الرابع عشر في خدمته، وأن يجعل من حبريته زمن نعمة وتجدد للكنيسة جمعاء.