آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, April 25, 2025

الأرض المقدسة تعانق البابا فرنسيس

 القدس - موقع الفادي

توافد كثيرون من حراسة الأرض المقدسة، ورؤساء الكنائس في القدس، والدبلوماسيون، والمؤمنون، والحجاج، إلى كنيسة القيامة للصلاة من أجل قداسة البابا.

أقام بطريرك القدس، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، القداس الإلهي للبابا فرنسيس، بحضور عدد من الشخصيات المؤسسية، بالإضافة إلى رؤساء الكنائس الشرقية الذين أعربوا، من خلال مشاركتهم، عن قربهم من كنيسة روما والكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة.

كما تجدر الإشارة إلى حضور مؤمنين من الضفة الغربية، حرصوا على الحضور والتواجد بالقرب من البابا، رغم الصعوبات.

الحج إلى الأرض المقدسة

"الأرض المقدسة هي جوهر الإنجيل، إنها الإنجيل الذي صار حجرًا وترابًا ونورًا وماءً"، هذا ما قاله البابا في لقاء عام عقب عودته من الحج إلى الأرض المقدسة. بهذه الكلمات، كان قداسته قد شدد لا على الأهمية التاريخية للأرض المقدسة فحسب، بل وأيضًا على الأهمية الروحية لتلك الأماكن، حاثًا العالم على عدم نسيان قيمتها العالمية والعمل من أجل السلام والعدالة والمصالحة.

خلال زيارته، كانت لفتات البابا فرنسيس أكثر من مجرد كلمات: فقد صلى عند حائط المبكى، وزار باحة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة برفقة رؤساء الكنائس الشرقية، داعيًا إلى الحوار بين الأديان والتآخي بين الشعوب. وقال في خطابه للرئيس الإسرائيلي ونظيره الفلسطيني، خلال لقاء الصلاة التاريخي في حدائق الفاتيكان: "في هذه الأرض، يمر طريق السلام حتمًا عبر الأخوّة والاحترام المتبادل".

Pope Francis in the Holy Land. Mass at the Manger square in Bethlehem.

ذاكرة الحارس

 

افتتح حارس الأرض المقدسة، الأب فرانشيسكو باتون، عظته بإشارة حنونة إلى كلمات الأب الأقدس الأكثر حميميةً وتكرارًا: "تذكروا أن تصلوا من أجلي". وقد جسّد هذا الطلبُ البسيطُ تواضعَه العميق ورغبته في مساندة شعب الله له.

في هذه الفترة من الحزن والصلاة، كان الاحتفال بالقداس الإلهي أيضًا عملاً من أعمال الرجاء المرتبطة بسرّ الفصح. إن قبر القدس الفارغ، الذي منه "وصلنا الإعلان الصادم بأن يسوع المصلوب، "ليس هنا، لقد قام" (لوقا ٢٤: ٦)، أصبح رمزًا لانتصار الحياة والمحبة على الكراهية والظلام، كما كتب البابا فرنسيس نفسه في رسالته الأخيرة التي تليت أثناء بركته الفصحية "للمدينة والعالم" (Urbo et Orbi).

خلال حبريته، جسّد البابا فرنسيس بقوة وحنان مركزية المسيح القائم من بين الأموات، مؤكدًا بأن القائد الحقيقي هو ليس البابا بحد ذاته، بل "المسيح نفسه... في قلب أفكارنا، ومشاعرنا، وقراراتنا، وأفعالنا".

مع الأرض المقدسة حتى النهاية

وُجّهَت كلمات شكر كثيرة تناولت بشكل خاص اهتمامه الدائم بالأرض المقدسة: "لقد حملنا في قلبه حتى اليوم الأخير... وصرخ داعيًا من أجل السلام لنا حتى أنفاسه الأخيرة". وقد تحدّث البابا بتعاطف عميق عن تجارب الحزن في إسرائيل وفلسطين وغزة، داعيًا إلى وقف إطلاق النار ووضع حد للكراهية، منددًا بمعاداة السامية وجميع أشكال الظلم. أود أن نجدد رجائنا في إمكانية تحقيق السلام! من كنيسة القيامة، حيث يحتفل الكاثوليك والأرثوذكس بعيد الفصح هذا العام في يوم واحد، فليشرق نور السلام في جميع أنحاء الأرض المقدسة والعالم أجمع. أعربُ عن تعاطفي مع معاناة المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، ومع الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني أجمع".

"لا سلام ممكن حيث لا حرية دينية... ولا سلام ممكن بدون نزع سلاح حقيقي!"

وأخيرًا، اختتم عظته بصورة مؤثرة تجمع بين الإيمان والرجاء: القبر الفارغ. إنها علامة القيامة واليقين بأن الموت ليس هو النهاية، كما يتبين من كلمات البابا فرنسيس نفسه حين قال: "في سرّ الربّ الفصحيّ، تَصارعَ الموت مع الحياة في صراعٍ هائل، لكن الربّ الآن حيّ إلى الأبد. إنه يملؤنا يقينًا بأننا مدعوّون أيضًا للمشاركة في الحياة التي لا نهاية لها، حين لن تُسمع مجدّداً قعقعة الأسلحة ولا هدير الموت. فلنسلّم أنفسنا إليه، فهو وحده القادر على تجديد كلّ شيء!"

إخوتي وأخواتي، عيد فصحٍ سعيد! أيها البابا فرنسيس، عيد فصحٍ سعيد!

عن "حراسة الارض المقدسة"


No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot