آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, April 18, 2025

الجمعة العظيمة وموت يسوع على الصليب

 


اريحا - موقع الفادي

بقلم الاب سيمون حرو

نحن اليوم في حضرة الصليب المقدس. ليس كذكرى تاريخية، بل كوقفة حياة وقرار إيمان. في هذا اليوم العظيم، لا نأتي فقط لنبكي على يسوع، بل لنسمع صوته، لندخل إلى عمق قلبه، لنجعل من كلماته الأخيرة على الصليب، نورًا لطريقنا، ومفتاحًا لخلاصنا.
سبع كلمات نطق بها المصلوب، لكنها ليست مجرد كلمات... إنها وصايا حب، ودموع رحمة، وتنهدات خلاص:
1. "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون."
في أولى كلماته، نرى يسوع لا يدين، بل يغفر. وسط الألم، يفتح باب الرحمة الإلهية.
أيها الأحبّة، كم من مرة جُرحنا! فهل غفرنا؟ كم من مرة أسأنا! فهل طلبنا الغفران؟
يسوع يدعونا اليوم: "اغفر كما غفرت لك. لا تجعل قلبك مقبرة للأحقاد."
2. "الحق أقول لك: اليوم تكون معي في الفردوس."
للص الذي آمن به، وعد بالحياة الأبدية. لم يتأخر، لم يشك، بل آمن في لحظة، وخلص.
أنت أيضًا، مهما كانت خطاياك، لا تظن أن الوقت فات. قل له اليوم: "اذكرني يا رب"، وهو سيجيبك: "اليوم، تكون معي."
3. "يا امرأة، هذا ابنك... هذا أمك."
حتى وهو يحتضر، يسوع يهتم. لا ينسى أمه، ولا ينسى تلميذه. يرعاهما بكلمة، ويعطينا فيها أمًّا هي أمّه، مريم. ليكن فينا قلب ابن لمريم، وليكن فينا قلب يسوع في المحبة والوفاء.
4. "إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟"
صرخة الألم، صرخة المسيح الإنسان الذي شعر أنه يحمل ثقل العالم كله، خطايا البشرية كلها. هل شعرت يومًا بأنك متروك؟ هو شعر بذلك قبلك. لكي لا تشعر أنت بذلك أبدًا. لقد شارك ألمك، ليملأه بحضوره.
5. "أنا عطشان."
لم يكن عطش جسد فقط، بل عطش للخلاص. عطش لحبك، لإيمانك، لرجوعك. هل نروي عطش يسوع اليوم؟ أم نمر بجانبه كالغرباء؟ اعطه قلبك، حياتك، فهو لا يزال يقول: "أنا عطشان إليك."
6. "قد أُكمل."
العمل تم، الرسالة تمت، الخلاص تحقق.
الصليب ليس فشلًا، بل انتصار. ليس نهاية، بل بداية. فلنقل معه: "يا رب، أُكمل فيّ عملك. لا تسمح أن أعيش ناقصًا بعيدًا عنك."
7. "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي."
الكلمة الأخيرة هي تسليم كامل. هل نثق بالله هكذا؟ هل نضع حياتنا، قراراتنا، آلامنا في يديه؟ هو يعلّمنا أن نعيش ونموت بثقة كاملة: "يا رب، حياتي بين يديك."
أيها الأحبّة، اليوم، ونحن تحت الصليب المقدس، لا نكتفي بالدموع. بل علينا أن نُصغي، نتأمل، ونُسلّم. كل كلمة من كلمات يسوع هي نور، دواء، حياة. فلنخرج من هذا اليوم حاملين صليبه في قلوبنا، وكلماته في أفعالنا. فمن مات عنّا، يدعونا لنحيا معه، بفرح حقيقي، بحب لا يموت.
آمين.
يوم الجمعة العظيمة مبارك للجميع.
الأب سيمون بيترو حرو الفرنسيسكاني.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot