آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, March 18, 2025

القديس يوسف: بصمتٍ صنع التاريخ

 


القدس - موقع الفادي

نسب القديس يوسف  

يُعدّ القديس يوسف خطيب مريم العذراء والحارس الأمين للفادي، وقد جاء من سبط يهوذا، ومن نسل الملك داود. يستند هذا النسب إلى ما ورد في الأناجيل، حيث نقرأ في إنجيل متى ولوقا نسب القديس يوسف، وكلاهما يؤكدان انحداره من بيت داود. في إنجيل متى (1: 1-17)، يبدأ النسب من إبراهيم مرورًا بداود حتى يوسف، بينما في إنجيل لوقا (3: 23-38)، يعود النسب إلى آدم، مع ذكر أن يوسف هو ابن عالي. هذا الأصل يحقق النبوءات المسيحانية التي تنبأت بمجيء السيد المسيح من نسل داود (إشعياء 11: 1، إرميا 23: 5).  

دور القديس يوسف في العهد الجديد 

يُذكر القديس يوسف في الأناجيل كخطيب مريم العذراء، وقد اختاره الله ليكون حارسًا ليسوع ومربيًا له على الأرض. يظهر دوره بشكل بارز في عدة أحداث رئيسية 

  1. مخاطبة الملاك في الحلمبعد أن وجدت مريم حُبلى، أراد أن يتركها يوسف سرًا لعدم التشهير بها، لكن الملاك ظهر له في حلم قائلاً: "يَا يُوسُفُ، ٱبْنَ دَاوُدَ، لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ ٱمْرَأَتَكَ، لِأَنَّ ٱلَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ" (متى 1: 20). 
  2. الهروب إلى مصرعندما أمر الملك هيرودس بقتل الأطفال، حذّر الملاك يوسف ليهرب بالمسيح وأمه إلى مصر (متى 2: 13-15).
  3. العودة إلى الناصرةبعد موت هيرودس، عاد يوسف بالعائلة المقدسة إلى الناصرة حيث نشأ يسوع (متى 2: 19-23). 
  4. تقدمة يسوع إلى الهيكل:(لوقا 2: 22-40) يوسف ومريم يقربا يسوع الى الهيكل كما كتب في شريعة الرب من أن كل بكر ذكر ينذر للرب، ويقربا زوجي يمام أو فرخي حمام. 
  5. يسوع في الهيكل بين العلماء: يذكر إنجيل لوقا (2: 41-50) أن يوسف ومريم فقدا يسوع عندما كان في الثانية عشرة من عمره ووجداه في الهيكل وسط المعلمين. 

وبحسب التقاليد المسيحية التي تناقلتها الأجيال عبر الكنيسة، فقد توفى القديس يوسف ومازال يسوع شاباً، كما يُعتقد أن قبر القديس يوسف موجود في الناصرة.  

مكانة القديس يوسف في الكنيسة الكاثوليكية 

تعتبر الكنيسة الكاثوليكية القديس يوسف مثالًا في البتولية والطاعة والعمل المتفاني. شدد الباباوات عبر التاريخ على دوره المركزي في حياة الكنيسة، وقد جاء ذلك من خلال إعلان البابا بيوس التاسع القديس يوسف "شفيعاً للكنيسة الجامعة" عام 1870. كما قدّم البابا القديس يوحنا بولس الثاني في رسالته حارس الفادي (Redemptoris Custos, 1989)  فضائل القديس يوسف كأب ومربٍ ومثال للعمال المؤمنين. كذلك، كرّس البابا فرنسيس عام 2020-2021 "سنة القديس يوسف" بمناسبة مرور 150 عاماً على إعلان البابا بيوس التاسع، مُشجعًا المؤمنين على التأمل في حياته، والاقتداء بصمته وفضيلته.  

المقارنة بين التقليد الغربي والشرقي للقديس يوسف تكشف عن اختلافات في التصور اللاهوتي والدور الذي يُنسب إليه في حياة الكنيسة، مع نقاط التقاء في تبجيله كشفيع وحارس للفادي. إليك أبرز الفروقات والتشابهات بين التقليدين: 

بين التقليدين الغربي والشرقي  

في الغرب: يُنظر إلى القديس يوسف على أنه رجل الصمت والتأمل وبأنه بتول أطاع مشيئة الله بأن يكون خطيب مريم وحامي المخلص. يُصور القديس يوسف غالبًا كرجل في متوسط العمر، حاملًا الطفل يسوع أو ممسكًا بزنابق ترمز إلى طهارته. أحيانًا يظهر كنجار يُعلم يسوع الحرفة 

في الشرقيُعطى القديس يوسف لقب "الشيخ البار"، حيث يُصوَّر كشيخ متقدم في العمر كان مختارًا لرعاية العذراء مريم، مع التأكيد على دوره كحارسيُذكر بشكل بارز في الأيقونات، خاصة في أيقونة الميلاد حيث يظهر متأملاً في الحيرة حول الحبل الإلهي 

القديس يوسف في الليتورجيا  

يُحتفل بعيد القديس يوسف في 19 آذار كعيد رئيسي، وفي الأول من أيار كشفيع للعمال، كما وتخصص الكنيسة الكاثوليكية كل يوم أربعاء من الأسبوع من اجل التعبد للقديس يوسف طلباً لشفاعته.  

العبرة من حياة القديس يوسف 

من خلال تأملنا في سيرة القديس يوسف، نجد نموذجًا فريدًا في الثقة بالله والعمل بصمت، والتضحية من أجل العائلة والرسالة الإلهية. يدعونا القديس يوسف إلى الإيمان العميق بالله حتى في الظروف غير المفهومة، والالتزام بالدعوة التي يضعها الله أمامنا بإخلاص وهدوء. كما يعكس حياة الإنسان الذي يعمل بتواضع في خدمته للآخرين دون البحث عن مجد أو شهرة 

بهذا، يظل القديس يوسف قدوة للآباء، والعمال، وكل من يسعى للعيش وفق مشيئة الله بصبر وإيمان 

أيها القديس يوسف... صلِّ لأجلنا وتشفع لنا عند المسيح ربنا. آمين.  

عن اعلام "البطريركية اللاتينية"

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot