آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Monday, December 4, 2023

عيد البربارة .....

 


موقع الفادي

عيد القديسة بربارة، من أقدم التقاليد في الكنائس المسيحية، ويصادف عند الطوائف الغربية مثل الموارنة والكاثوليك في 4 ديسمبر/ كانون الأول، في حين تحتفل به الطوائف الشرقية مثل الروم الأرثوذكس في 12 منه. كذلك يحتفل به الأقباط في 8 شهر كيهك، وهو الشهر الرابع في السنة القبطية، ويصادف في شهر ديسمبر.

ويسود خلاف حول تاريخية بربارة، إذ لا توجد مراجع دقيقة توثّق حياتها، ويميل البعض للاعتقاد أنّ حكايتها، في جزء من تفاصيلها، تخلط الواقع بالأسطورة.

ويعتقد أنّ بربارة عاشت في القرن الثالث للميلاد، لكنّ الاحتفال بذكرها لم يبدأ إلا في القرن السابع. ويسود خلاف حول مكان ولادتها، إذ تفيد بعض المرويات الشعبيّة أنّها ولدت في مدينة بعلبك الواقعة في لبنان اليوم، في حين يرى آخرون أنّها ولدت في مدينة نيقوميديا الواقعة في تركيا حالياً.

ويعتقد أهالي قرية عابود الفلسطينية في الضفة الغربية، إنّ القديسة بربارة مدفونة في دير من أديرة القرية، حيث يضيئون لها الشموع كلّ عام.

رغم الخلاف على دقّة مكان وتاريخ الولادة، تجمع كافة المرويات على خطوط عريضة موحّدة لقصّة بربارة، باتت حكاية تنقل بالتواتر، وترويها الجدّات لأحفادهنّ في بلاد الشام.

وتقول القصّة، إنّ بربارة كانت ابنة نبيل روماني، عرف بثرائه، وبتعصّبه لوثنيته. ولأنها كانت على قدر عالٍ من الجمال، خاف والدها عليها من العيون، فبنى لها برجاً عالياً، حبسها فيه معظم طفولتها وشبابها، وكان الخدم والمعلّمون يزورونا لتزويدها بالطعام وتدريسها.

من برجها المسوّر العالي، المحاط بالحرس، اكتسبت بربارة عادة تأمّل الطبيعة، ودورة الفصول، وحركة الشمس والقمر، فخلصت إلى قناعة ذاتية بأنّ الخالق لا يمكن أن يكون من الأصنام التي يعبدها أهلها.

ولأنّ أحد مدرّسيها كان مسيحياً، عرفها على الانجيل، وقررت أن تنال المعمودية بالسرّ، وتكريس حياتها للمسيح، فصارت ترفض عروض الزواج.

رفض بربارة الزواج، أحرج والدها أمام نبلاء قومه، فحاول أن يضغط عليها، وبدأ يشكك بتأثير المعتقدات المسيحية عليها. وعندما صارحته بإيمانها، حاول قتلها، فهربت منه وصارت تركض في الحقول والبراري.

وللاختفاء عن عيون والدها وحراسه، صارت بربارة تلف نفسها بالملابس الممزقة، وتلوّن وجهها، واحتمت بين سنابل القمح الناضجة.

لكنّ أحد الرعاة تعرّف إليها، بسبب يديها الجميلتين، وعينيها الثاقبتين، كما تقول الأغنية الفلكلورية: "هاشلة بربارة مع بنات الحارة، عرفتها من عينيها ومن لمسة ايديها، ومن هاك الأسوارة".

وتقول نسخ أخرى من الحكاية، أن بربارة حين هربت من والدها، انشقت صخرة كبيرة، فاختبأت داخلها.

في النهاية، يلقي والدها القبض عليها، ويجرّدها من ملابسها، يجلدها أمام الناس. تستنجد بربارة بالمسيح فيلفها بالنور، كي لا يرى الناس جسدها، بحسب المعتقد المسيحي.

وبعد جولات تعذيب عدّة، لم تتخلّ بربارة عن ايمانها، بل كانت جراحها تشفى في كلّ مرّة. عندها لجأ والدها إلى الحاكم الذي أمر بقطع رأسها. طلب والدها تنفيذ الحكم بنفسه، واستعدّ لقطع رأس ابنته. عندها هبّت لنجدتها شابة أخرى، تدعى يوليانة، تأثرت بها، فأعلنت ايمانها بالمسيح. فقتلت الاثنتان معاً، وتعتبران شهيدتين من شهداء الكنيسة الأولى.


لماذا نسلق القمح في عيد القديسة بربارة؟
من التقاليد المسيحية العريقة أن يُسلَق القمح عيد القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة، حيث تُعدّ صينية الكوليفا (القمح المسلوق) وتُزيّن بالسكّر المطحون والزبيب واليانسون وبعض أنواع المُطيّبات الأخرى، وهذا التقليد مُتّبع في أعياد القديسين والشهداء عموماً، حيث يُصلّى على صينية القمح المسلوق الكوليفا في نهاية القداس الإلهي ليوزّع بعدها على المؤمنين.
أن حبّة القمح لا تُثمر ولا تأتي بسُنبلة إلّا إذا ماتت، كقول السيّد المسيح له المجد: إن لم تمُت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير (يوحنا 24:12). وهذه هي صورة حياة الشهداء القديسين، الذين بإستشهادهم وقبولهم الموت ورفضهم نكران المسيح، إنما أعطوا بعملهم هذا انتشاراً ونُموّاً للإيمان المسيحيّ وبغزارة، كحبّة القمح الواحدة التي إن ماتت تأتي بسُنبلةٍ مليئة بحبّات القمح... يُقال أيضاً أن القديسة بربارة لما هربت من والدها الوثني الذي طاردها ليقتلها بعد علمه باعتناقها للمسيحية، اختبأت في حقل قمح واختبأت بين السنابل التي غطّتها وأخفتها عن عيونه. ويروي البعض أيضاً أنها صادَفَت بعض الرعاة وكانوا يسلقون القمح فطلبت منهم شيئاً للأكل فأعطوها بعض القمح المسلوق لتأكله. القمح في المسيحية هو رمزٌ للقيامة وعلامة الحياة الأبدية الخالدة التي تعقُب الموت عن العالم لنحيا في المسيح ومعه.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot