آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, November 10, 2020

الأب عزيز حلاوة ينال درجة الدكتوراه في علم الليتورجيا المقدسة

 



نال الأب عزيز حلاوة، من كهنة البطريركيّة اللاتينية ومدير المكتب الليتورجي في البطريركيّة، درجة الدكتوراه في علم الليتورجيا المقدسة، من كلية اللاهوت في جامعة الصليب المقدس الحبريّة في روما، بعد دفاعه عن أطروحة حملت عنوان: «أنافورا مار يعقوب: الكنيسة الأورشليميّة وليتورجيّتها في القرون الخمسة الأولى (بحث تاريخي لاهوتي ليتورجي)»، بإشراف الأب البروفيسور خوسيه لويس غوتيرّس مارتين.

 

وأقيمت المناقشة عبر الانترنت، وشارك فيها الأب عزيز من دار البطريركيّة اللاتينية، بحضور بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، والنائب البطريركي للاتين في القدس وفلسطين المطران جياشنتو-بولس ماركوتسو، وحارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون الفرنسيسكاني، وأستاذ الليتورجية في جامعة الكسليك في لبنان الأب خليل حايك، ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات، والأهل والمهتمين والأصدقاء.

 

والأنافورا هي الصلاة الإفخارستيّة أو طقوس القداس من ليتورجيا القرابين ولغاية المناولة.

 

وقال الأب الدكتور حلاوة في مقدمة دفاعه: "«تاريخ مضطرب» و«ليتورجيا متوافقة مع الزمان والمكان» هاتان الصفتان الرئيسيّتان اللتان تميّزان وتلخّصان حال الكنيسة الأورشليميّة وليتورجيّتها في القرون الخمسة الأولى. أمّا بالنسبة لليتورجيا الإفخارستيّة، فقد مارَست أورشليم من خلال أنافورتها الخاصّة، والتي تحمل اسم أوّل أساقفتها، مار يعقوب، تأثيرًا كبيرًا على باقي الأنافورات الشرقيّة والغربيّة أيضًا بين القرنين الرابع والخامس، ولهذا اخترتُ هذا العنوان المزدوج لنفس الموضوع".
 

سبب اختيار الموضوع

 

وحول أسباب اختياره لهذا الموضوع، قال الأب د. حلاوة: "لقد أجُرِيَت دراسات عديدة ومتنوّعة على الكنيسة الأورشليميّة مِن قِبَل العديد من الباحثين في مختلف المجالات ولأهداف عديدة، ومنها: التاريخ البيبليّ، الآثار، تاريخ الحجّ... ولكن هنالك القليل من الأبحاث عن التاريخ الليتورجي لكنيسة الأرض المقدّسة. كما أجُرِيَت دراسات عديدة على التاريخ الليتورجي للمدينة المقدّسة، مِن قِبَل باحثين معاصرين، إلّا أنّ هذه الدراسات ركّزَت اهتمامها على حقبة متأخّرة. لذلك من المهمّ أن نعمّق البحث في الفترة المبكّرة، أي القرون الخمسة الأولى".

 

وتساءل في هذا السياق: ما هي نوع العلاقة بين تاريخ الكنيسة والتاريخ الليتورجي؟

 

ليجيب الأب د. حلاوة في معرض الدفاع عن بحثه: "هناك نوعًا من العلاقة الهيكليّة ذات البُعد اللاهوتي، لأنّنا هنا نتحدّث عن «ليتورجيا الكنيسة نفسها». وما تاريخ الكنيسة وتاريخ الليتورجيا إلّا تاريخ واحد. ومن ناحية أخرى، وعندما نتكلّم عن الإفخارستيا، والتي هي ينبوع وقمّة الليتورجيا، عندها تتضح معالم العلاقة القائمة بينهما: «فالإفخارستيا تبني الكنيسة، والكنيسة تُقيم الإفخارستيا». وهذا ما نكتشفه في أنافورا مار يعقوب، إذ نُدرك عندها كم هي قويّة تلك العلاقة".

 

وشدد الأب حلاوة على ضرورة "إمعان التفكير في أصول الليتورجيا المسيحيّة، ولكن ليس بهدف توحيد الليتورجيّات، بل بالعكس، من أجل تسليط الضوء على النواحي المشتركة وعلى الغنى اللاهوتي والتاريخي والرمزيّ الكامن فيها. أمّا نتيجة هذا فمن المنطقيّ أن نتساءل ونقول: لما لا نعود في ليتورجيّتنا اليوم، خاصّة في طقوس الأسبوع المقدّس، إلى الممارسات الليتورجيّة القديمة التي كانت من إرث كنيستنا الأورشليميّة الأولى، كما عمل الآباء الفرنسيسكان مؤخّرًا بالنسبة لطقوس الأسبوع المقدّس، متجنّبين المغالاة في البحث عن الماضي أو لمجرّد الحنين إلى الآثار المتحجّرة؟ هنا لا بدّ أن نستمع إلى ما يُوصينا به البابا بندكتُس السادس عشر في كيفيّة التعامل مع التقاليد القديمة، والنظر إليها ليس كأنّها «هروب رومانسي نحو القديم» بل كإمكانيّة تُعرَض علينا لكي نستطيع أن «نستكشف ما هو أصيل وضروريّ»".

 

دافع آخر أورده الأب الدكتور عزيز حلاوة للخوض في هذا البحث، ألا وهو "أنّ الليتورجيا الأورشليميّة لا تزال مجهولة لدى الكثيرين، بالرغم من وفرة المصادر في مختلف اللغات القديمة التي نُقلَت إليها منذ غابر العصور، ومنها وبشكل خاصّ اللغة الأرمنية والجيورجيّة وأيضًا السريانيّة والقبطيّة، ولاحقًا العربيّة أيضًا. كما أنّ هنالك العديد من المخطوطات التي اكتُشفَت في السنة 1975 في دير القديسة كاترينا في سيناء وفي أماكن أخرى، ولكنها مع الأسف لا تزال تنتظر مَن يترجمها وينشرها. ولكن يجب أن نؤكّد من جديد على أنّ الوثائق التي تصف الليتورجيا الأورشليميّة هي وفيرة. ونجد أنّ هذه الميّزة قد حُرِمَ مِنها أهمّ مركزَين، روما والقسطنطينيّة، التي لا تمتلك مصادر ليتورجيّة كافية قبل القرن الثامن الميلادي. هكذا عندما نعرف أنّ القسم الأساسي من المصادر الليتورجيّة الأورشليميّة ما قبل العصر الإسلامي قد حافظَت عليها الكنيستان القوقازيّتان، الأرمنيّة والجيورجيّة، يدفعنا ذلك إلى تعميق دراستها ونشرها على الملأ جميعًا".

 

ويقول: "إنّ تفحُّص تاريخ الليتورجيا للكنيسة-الأم عن كثب من شأن أن يُفهمنا البُعد الخلاصيّ اللاهوتي لهذه الكنيسة، كذلك يمنحنا فهمًا أفضل لطريقة سير الاحتفالات الليتورجيّة في سياق أثريّ-طوبوغرافي، حقيقي مما يُساهم في تقوية دعائم الإيمان المسيحي، من غير أن يتعارض مع حقيقة ما جاء في الكتب المقدّسة، وما نقله التقليد الشريف والتعليم الكنسي. أمّا الّذين كانوا يئمّون الأرض المقدّسة في حجّ مقدّس، فلم يتكبّدوا عناء السفر من أجل رحلة عاديّة، بل قد انخرطوا في «رحلة حجّ» كان تأثيرها على حياتهم حاسمًا، لدرجة أنّ العديد مّمن قاموا برحلة حجّ مثيلة عاشوا خبرةً هائلة طبَعَت شخصيَّتهم وصقلتها، فكانت مثل هذه الرحلات كافية لقلب حياة الشخص رأسًا على عقِب. وتقدِّم الحاجّة إيجيريا من القرن الرابع وصفًا دقيقًا حيًّا للتأثير الّذي مارسَته الطقوس الليتورجيّة في المدينة المقدّسة على تطوُّر العبادة المسيحيّة وعلى ذلك الرابط السرّيّ بين الإيمان المسيحي وأرض التاريخ البيبليّ. من أجل ذلك يمكننا أن نجزم، مع الباحث بالدوفان، أنّ المدينة المقدّسة قد تميّزَت بموقعها كتقاطع طرق تلتقي عنده مختلف التقاليد الليتورجيّة، والسبب في ذلك هو الدور اللاهوتي الرئيسي الّذي نعِمَت به هذا المدينة، وكذلك وجود الأماكن المقدّسة فيها، والتي مارَست تأثيرها على نفوس مرتاديها".

 

وفي عودته إلى جوهر البحث، ألا وهو أنافورا مار يعقوب، يقول الأب حلاوة "خرجت لهذه الأنافورا العديد من الطبَعَات، والتي نقلَت إلينا نصّها الأصلي، سواء بالسريانيّة أو اليونانيّة. غير أنّ جميع هذه تقريبًا كانت خالية من التحليل اللاهوتي، الأمر الذي دفعَني لأن أقوم بهذه الدراسة، مع التحليل اللاهوتي-الكتابي المعمَّق، والذي يُعتَبر أساسيًّا في التاريخ الليتورجي للكنائس الشرقيّة وللغربيّة. ويُوضّح الباحث لويس بوييه أهمّية هذه الأنافورا ويصفها بهذه الكلمات: «المَعْلَم الأدبي الأكثر اكتمالًا في الأدب الليتورجي جميعه». هكذا، وبالقيام بهذه الدراسة، أرغبُ أن أحُدِّد العناصر الأصيلة التي تمتلكها هذه الأنافورا، وبنفس الوقت تتبع أثَرَها في مختلف التقاليد الليتورجيّة. أمّا التحليل اللاهوتي فيُرجى منه أن يُعيد إلى هذه الأنافورا مكانتها ويُعيد تقييمها على مستوى واسع في الليتورجيا المسيحيّة، خاصّة في أرض نشأتها ألا وهي فلسطين-سورية، بينما التحليل الليتورجي فيهدف إلى إعادة اكتشاف الممارسات الليتورجيّة التي تخصّ الاحتفال بالإفخارستيا في المدينة المقدّسة والتي انتقلَت مِن هذه المدينة إلى باقي التقاليد الليتورجيّة في العالم المسيحي"

عن ابونا.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot