آية اليوم

Post Top Ad

Your Ad Spot

Tuesday, November 3, 2020

صلاةٌ من أجل سلام العالم



 بقلم: القس بسام بنورة

سبى نبوخذ نصّر الشّعب القديم إلى بابل.

وسبى كذلك العديد من شعوب الشرق إلى عاصمة امبراطوريّته.
وتألم النّاس بسبب قلعهم وطردهم من بلادهم:
فقد استمر السبي لمدة سبعين سنة.
وكان السبي عقاب من السّماء بسبب ابتعاد النّاس عن وصايا الله، وارتكابهم لأبشع أشكال الخطيّة، وخصوصًا عبادة الأوثان، وظلم الفقراء والضّعفاء، وبسبب خطايا الزّنا والكذب والقتل.
ولكن الله لم ينسى المسبيين في بابل.
وأوحى للنبي إرمِيا أن يكتب اليهم برسالة اشتهرت باسم: "رسالة إلى المسبيين".
احتوت رسالة إرمِيا على أربعة مبادئ أو وصايا لكيفية العيش والتّصرف في أرض السّبي، وأهمها الوصيّة أو المبدأ الرّابع:
"وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ الَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ، لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ." (إرمِيا 29: 7).
طلب الله من شعبه أن يصلّوا لسلام المدينة الّتي تمّ سبيهم إليها.
أي أنه طلب منهم الصّلاة لمدينة بابل، مع أن بابل لم تكن بالمدينة العاديّة:
بابل كانت عاصمة الأعداء.
بابل دمّرت أوروشليم، وسحقت شعوبًا كثيرين.
بابل كانت رمز الوثنيّة.
بابل كانت رمز القوّة العسكريّة والتّجاريّة والإقتصادية.
بابل كانت رمز النّجاسة والسّقوط الأخلاقي.
ومع ذلك طلب الله من شعبه إن يصلّوا من أجل سلامها، أي السلام من أجل مدينة بابل، مدينة الأعداء.
ووضّح الله سبب طلبه هذا بقوله له المجد:
"لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ".
فعدد كبير من شعب الله القديم كان يسكن في مدينة بابل، وأراد الله حمايتهم والحفاظ عليهم، بالرّغم من تأديبه لهم بالسّبي.
وللحفاظ على شعبه في أرض السّبي، طلب الله منهم الصّلاة من أجل السّلام في أرض الأعداء.
والصّلاة من أجل سلامة أرض العدو تعني التّسامي على مشاعر الكراهيّة والرّفض.
الصّلاة من أجل سلام عاصمة العدو يعني عدم مقابلة الشّر بالشّر، بل مواجهة الشّر بالخير.
ونحن اليوم في القرن الحادي والعشرين
نعيش في أرض السّبي٠
فقد استطاع العدو أن يتسبّب في طردنا من وطننا الحقيقي، أي السّماء.
نحن نعيش في السّبي الرّوحي منذ سقوط آدم وحوّاء في خطيّة العصيان والتّمرد على وصيَة الله.
هذا العالم ليس وطننا الدّائم، وليس وطننا الحقيقي.
وطننا القادم والدائم هو السّماء.
ونحن نعيش اليوم في أرض السّبي.
وحيث نعيش تنتشر الخطيّة بأبشع أشكالها وصورها.
وما يزال الله يطلب منّا أن نصلّي من أجل سلام العالم. فهو اله وربّ السّلام.
وهو يطلب منّا أن نطبع سيوفنا سككًا، ورماحنا مناجل.
ويأمرنا في المزامير قائلًا لنا: "اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ. لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ." (مزمور 122: 6).
ويشجعنا الرّب يسوع قائلًا: "طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ." (متّى 5: 9).
لذلك فإنني احني ركبتيَّ ورأسي أمامك يا الله، وأصلي من كل قلبي أن يسود سلامك في العالم.
أصلّي اليك يا الله من أجل القريب والبعيد.
أصلّي للصّديق ولمن يتخذ مني موقف العدو.
أصلي لكل من هو في موقع السلطة والحكم.
أصلي من أجل القاهرة وعمَان ودمشق وبغداد.
أصلّي من أجل لندن وباريس وبرلين وروما.
أصلّي من أجل واشنطون ونيويورك ولوس انجلوس وشيكاغو.
أصلّي من أجل موسكو وبطرسبورغ وبكين وووهان.
أصلّي من أجل جوهانسبرغ وهافانا وطهران والرّياض.
احفظ يا رب شعوب العالم في سلام.
وقُد قادة العالم في طريق المصالحة والسّلام.
ولتختفي كل السّيوف وآلات الحرب والموت والدمار.
ولينتصر الحب والعدل والسّلام والفرح في كلّ مكان.
أصلّي كل هذا لله خالق ومحب وفادي الجميع.
أصلّي باسم ربّنا يسوع المسيح. آمين.

No comments:

Post a Comment

Post Top Ad

Your Ad Spot